نجيب نصير

مبروك على الأمريكان ومبروك على التخلف ومبروك على شرعة الغاب، الحرب الأهلية في العراق والتي قدمها لهم وعلى طبق من فضة احد مشايخ الاعتدال وعدم التسرع والأخذ بأعقل وتوكل، أطلق شرارتها ببساطة المؤمن الصدوق الذي لا يبغي من وراء تصريحه الا وجه الله الكريم.

هكذا أطلق شرارتها بكل ما لدى رجال الدين من معرفة ودراية بالسياسة … قوات بدر ( الشيعية ) هي من كان وراء اغتيال رجال الدين (السنة ) ويتابع: أقولها وعلى مسؤوليتي !!!! أما الرد فكان: انه اتهام يعبر عن حقد دفين !!! وهناك رد ثان ( عقلاني ) لا تردوا على الاستفزاز لا نريد ان نكون البادئين !!!!

ما هذا ؟ ما هذه التكنولوجيا الفريدة في صنع الحروب ؟ وعلى مسؤوليتك يا شيخنا ؟ ما هي مسؤوليتك؟ ان تضمن الجنة (أنت وخصومك) لكل القتلى والخائفين والمرعوبين والمهلوعين، وعلى مسؤوليتك يا شيخنا كل هذا الخراب القادم ؟ ومسؤول أمام من ؟ أنت ونظراؤك و خصومك ؟

من سألك ان تحول البشر إلى قطيع يخور بالحقد والكراهية، من سألك ان تقسم الوطن إلى سنة وشيعة وتدخله في نفق لا نهاية له ؟ من ولاك أمان الناس وأعمارهم وأقدارهم، كي تتحكم بها بزلة لسان أو عن قصد ؟ عن أي شيء تدافع لدرجة القتل المباح ؟ أعن قانون وشرعة للحياة وأنت تعمم الموت والخراب ( أنت وخصومك ) ؟ ام عنانك لاهي ليست لك بحكم العقل والعلم والتجربة ؟

اعرف انك لا تدري ولن تدري، ولكنك الذي لا ولن تدريه انك سوف تقبل مستقبلا ليس ما ترفضه اليوم بل أدنى بكثير، لأن دخول الحرب الأهلية ليس كالخروج منها، لأن الموضوع هو الوطن وهو ليس صراع على كلأ وماء.

فبدلا ان تسعى إلى دولة تسعى إلى حرب عصابات تستكمل فيها حرب الفتنة الكبرى، ومع ان الجميع يقرون انها فتنة كبرى ولكنهم مصرون على استكمالها، ليثبتوا ان الإمكانية قائمة لإحياء التراث، وتفضلوا بقبول احترام المقابر الجماعية مرة أخرى، هل هذا ما يستحقه العراقيون ؟

مرة أخرى (ربما المليون) يتدخل رجال الدين بما لا يعرفون، والنتيجة جثث وخراب وموت، ومجتمع منهكا يحاول الوقوف، فيسارع القادمون من التاريخ للجثوم على صدره.