سورية الغد

لأصحاب الموقع الحق في اختيار الاسم الذي يرغبون به، فاعتماد المقاربة ما بين الجمل وعصر المعلومات، على غرابته، هو لون ظهر بالأمس فقط ليضيف إلى خارطة المواقع السورية موقعا جديدا ... لكن اعتراضنا الأساسي بعض تصفح الموقع هو على الشعار الذي قدمه "الجمل بما حمل" لأننا وجدنا الموقع خاضع لاختيار دقيق بـ"حمولته" حسب التعبير القديم، أو "محتواه" وفق ما يتم الحديث عنه عن تقييم المواقع.

والمسألة هنا ليست تعاملا بحسن نية مع موقع "الجمل" ... لكن خارطة المواقع السورية تستدعي منا التوقف في مسألة التعبير الإعلامي الجديد الذي بدأنا نعتاد عليه، بل ربما أصبح أكثر دخولا في حياتنا الخاصة. فمواقع الإنترنيت ليست وفق المفهوم السورية عملية إمتاع عبر استخدام "الاتصال"، وهي أيضا لا تعبر عن دفق معلوماتي يشكل فائضا وفق النظرية الأساسية التي أوجدت شبكة الإنترنيت، فهو على ما يبدو خاضع لنفس الاعتبارات التي ظهرت فيها "الصحافة المكتوبة" .... فلا شك أن مسألة "الرسالة الإعلامية" تتداخل مع كافة وسائل الاتصال، إلا أننا في المواقع السورية نجد أنفسنا أمام رغبة في إظهار قدرتنا على امتلاك المبادرة، والتعامل مع الإعلام عبر "الإنترنيت" بطريقة تدفعنا لخلق تمايز خاص.

أن يظهر موقع على الشبكة فهو أمر عادي، لكننا عندما نبحث في الخارطة الإعلامية السورية فإننا ندرك أن ظهور مثل هذا الموقع يشبه إلى حد كبير إصدار صحيفة منافسة وسط حجم الاحتكار الإعلامي، لأن سورية بالتحديد دخلت دفعة واحدة إلى عصر الصحافة الخاصة والإلكترونية، وإلى ميزة التفاعل المباشر بشكل سريع. وهو ما يعطينا من أي موقع ظاهرة جديدة وليس فقط إضافة عنوان إلى الشبكة.

ما يهمنا في النهاية أن ظهور موقع جديد هو حافز ... وربما تحد في واقع من الفائض المعلوماتي داخل العالم ... فهل نستطيع تحقيق هذا الفائض سوريا ؟!!! هذا ما نطمح إليه داخل مواقعنا الإلكترونية التي كلما زادت استطعنا الاقتراب من القانون الرياضي الأساسي الذي أتاح لشبكة الإنترنيت تغير ثقافة العالم.