نشرت صحيفة "هآرتس" تقريرا كتبه تسفي برئيل عن الخلاف اللبناني في مؤتمر القمة العربية في الخرطوم ليخلص في نهايته الى القول ان في استطاعة اسرائيل ان تحسم كل الخلاف حول لبنانية مزارع شبعا اذا اعلنت نيتها الانسحاب منها. وننقل بعض ما جاء فيه: "... بدأت المسألة قبل ثلاثة اسابيع من القمة عندما اجتمع الرئيس السنيورة والوزير صلوخ لمناقشة صيغة القرار الذي سيقدمه لبنان الى القمة. في تلك الفترة انعقدت جلسة الحوار الوطني في لبنان وشاركت فيها شخصيات سياسية كبيرة مثل السيد حسن نصرالله وسعد الحريري ووليد جنبلاط ونبيه بري، وحاولوا خلالها التوصل الى تفاهم على حل للمشكلات المزمنة التي يعانيها لبنان. وهكذا على سبيل المثال اتفق على تحديد الحدود في شبعا...

كان رئيس الحكومة السنيورة مقتنعا بأن الصيغة التي سيعرضها وزير خارجيته في مؤتمر وزراء الخارجية هي تلك التي توصلا اليها في ما بينهما والقائلة ان الجامعة "تشدد على دعمها للبنان في مساعيه الى استعادة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ولترسيم حدوده وتحرير منطقة مزارع شبعا استنادا الى قرار مجلس الامن 425 المتخذ عام 1978. وتتجاهل هذه الصيغة دور المقاومة او دور حزب الله. وهكذا تنتفي الحاجة الى النضال المسلح لتحرير مزارع شبعا ويوضع الاساس للمطالبة بتجريد حزب الله من سلاحه، الامر الذي يدعمه موفد الامم المتحدة الى لبنان تيري رود – لارسن، ويصبح في استطاعة الامم المتحدة مطالبة اسرائيل بالانسحاب من المزارع ووضع حد نهائي لذريعة الاحتفاظ بسلاح حزب الله.

ولكن لم يكن هذا ما خططت له سوريا وانصارها في لبنان. ومن دون معرفة رئيس الحكومة اللبنانية ادخل وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع نظيره اللبناني صلوخ تعديلا بسيطا على الصيغة في شكل يرضي سوريا وحزب الله. واتت الصيغة الجديدة على الشكل الآتي: يطالب لبنان بدعم الدول العربية لتحرير مزارع شبعا من الاحتلال الاسرائيلي كما نص عليه القرار 425 وذلك بكل الوسائل القانونية بما في ذلك ترسيم الحدود في مزارع شبعا في اطار العلاقات الاخوية الصحيحة بين لبنان وسوريا مع التشديد على المقاومة اللبنانية، التعبير الصادق والطبيعي لحق الشعب اللبناني في تحرير ارضه والدفاع عن كرامته في مواجهة المطامع الاسرائيلية... وفي جلسة القمة التي سبقت الاعلان العلني للمقررات ادرك السنيورة ان الصيغة التي وضعها السوريون مع وزير الخارجية اللبناني هي الصيغة التي سيعرضها لبنان... لقد فرض حزب الله وسوريا الصيغة التي اراداها... وكان بامكان اسرائيل ابطال هذا التحرك السوري وازعاج حزب الله في صورة كبيرة لو اعلنت انها مستعدة للانسحاب من المزارع بصرف النظر عن هوية هذه المزارع".