عرضت صحيفة "هآرتس" أمس لردود الفعل الاسرائيلية على اعلان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد دخول ايران نادي الدول النووية الذرية، ونقلت عن رئيس شعبة المخابرات في الجيش الاسرائيلي اللواء عاموس يدلين قوله انه يأمل في الا يقع المجتمع الدولي في الفخ الجديد الذي نصبته ايران، وان عليه ان يكثف مساعيه من أجل كبح المسار الايراني. اضاف: "الايرانيون يريدون وضع العالم امام حقائق نهائية واثبات ان المناقشة المتصلة بتخصيب الاورانيوم باتت وراءهم، وان التخصيب يجري اليوم في ايران. ونصح شمعون بيرس اسرائيل بعدم التسرع في ردها على ايران لأنها قد تجد نفسها وحدها، ونصح بالتصرف بحذر وعدم التدخل، وترك الولايات المتحدة تدير المعركة. وكانت صحيفة "معاريف" نقلت عن مسؤول في المخابرات العسكرية ان ايران ستصبح قادرة على انتاج القنبلة النووية عام 2009. ونشرت صحيفة "هآرتس" تقريراً كتبه شموئيل روزنر انطلاقاً من حديث اجراه مع مساعد وزارة الخارجية الاميركية ستيفن ردميكر، ننقل بعض ما جاء فيه "قال ستيفن ردميكر قبل ساعات من سفره الى موسكو للمشاركة في جولة جديدة من المحادثات في اطار المسعى الديبلوماسي لوقف المشروع النووي الايراني، انه لا يعتقد بوجود حل عسكري للمشكلة الايرانية".

واختار ردميكر النموذج العراقي لشرح موقفه، ولم يقصد الوضع العراقي المعقد اليوم والذي لا يسمح بتخيل عملية عسكرية اميركية في ايران، انما العراق كما كان في الماضي. ويتذكر كيف قصفت اسرائيل المفاعل النووي العراقي مطلع الثمانينيات ودمرته، ورغم ذلك اكتشف المراقبون الدوليون مطلع التسعينيات ان صدام حسين بات قريباً جداً من الحصول على القدرة النووية، مما يدل على ان استخدام القوة العسكرية لم ينفع في حل المشكلة. وفي رأيه ان استخدام الجيش قد يساعد في ابطاء المسار، ولكن عندما تكون الحكومة مصرة على التوصل الى القدرة النووية فانها ستواصل سعيها لتحقيق ذلك بوسائل جديدة، ولذلك يبقى الحل الديبلوماسي هو الوحيد المتوافر.

والحديث مع ردميكر جرى في حين كانت الادارة الاميركية في واشنطن تنفي ما اشيع عن مشروع خطة عسكرية ضد ايران، وقبل ان تصدر من طهران تصريحات احمدي نجاد... وفي اعتقاد ردميكر ان مواقف الامم المتحدة لن تجبر الايرانيين على تغيير سلوكهم، وقد اوضح ان كل المسعى الديبلوماسي الاميركي يتركز على المحادثات مع الروس الذين لا يزالون يأملون في أن يغير الايرانيون موقفهم من دون الاضطرار الى فرض عقوبات ضدهم.

وتقول مصادر في الامم المتحدة ان السؤال المطروح الآن هو ما سيقوم به الروس وهل سيهددون باستخدام "الفيتو" ويخربون المسعى الديبلوماسي ويجبرون الولايات المتحدة والمثلث الاوروبي (فرنسا، بريطانيا والمانيا) على البحث عن خطة عمل بديلة؟ تجد روسيا نفسها اليوم تحت مجهر الاهتمام الاميركي بعد اكتشاف نقلها معلومات مخابراتية الى قوات صدام حسين اثناء الحرب الاخيرة في العراق...".