تساؤلات أثيرت في الكنيست
مخاوف من استهداف «ديمونا» وتدميره
الديار
مع تصاعد احتمال توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية بتغطية اميركية للمفاعلات النووية الايرانية، بدأت التساؤلات تطرح في اروقة دوائر «الانتيلجانسيا في الدولة العبرية» (النخبة الحاكمة) حول قدرة اسرائيل الجغرافية والديموغرافية على تحمل نسبة العشر من الضربات غير التقليدية التي قد تصيب اراضيها مقارنة مع الواقع الجغرافي الايراني.
وتتحدث التقارير الدبلوماسية الغربية الواردة من تل ابيب عن مخاوف اسرائيلية حقيقية على مفاعل ديمونا الواقع في صحراء النقب - جنوب فلسطين المحتلة عام 1948، ليس فقط من تعرضه لهجوم باسلحة غير تقليدية من الجانب الايراني، بل حتى لعملية تفجير بصواريخ تقليدية، ينتهي الى عواقب لا تحمد عقباها، اقلها ربما على غرار ما حصل في مدينة تشيرنوبيل الروسية عام 1986 التي راح ضحيتها الآلاف.
والتحذير الاسرائيلي من «تشيرنوبيل جديد» بسبب مفاعل ديمونا يعود الى سنوات سبقت بكثير البرنامج النووي الايراني، واثير هذا الموضوع الحساس في البرلمان الاسرائيلي في اكثر من مناسبة خصوصاً بعد التقارير العلمية التي اصدرتها هيئات اميركية واوروبية متخصصة نتيجة دراسات ميدانية استندت الى شكاوى جاءت على حد سواء من العاملين في مفاعل ديمونا او من القاطنين في المناطق المحيطة بصحراء النقب الذين اصيبوا بامراض جلدية وسرطانية لتسرب اشعاعات خفيفة من المفاعل ناهيك عن الصور التي التقطتها الاقمار الاصطناعية الغربية والتي بينت المخاطر من احتمال انفجار المفاعل الاسرائيلي، ان لم يكن بفعل عمل تخريبي، سيكون بسبب اندفاع حريق او حدوث انفجار في احدى المعدات اما بسبب خلل تقني او عدم وجود تدابير وقائية كافية او حتى بسبب هزة ارضية.
وكشفت المعلومات الدبلوماسية الاوروبية النقاب عن ان الدولة العبرية اتخذت تدابير وقائية جديدة في المفاعل النووي واجرت تحسينات راديكالية على بعض الاجزاء المتهالكة فيه غير ان هذه الاصلاحات البنيوية واعمال الصيانة ليست كافية لتأمين الحماية الاستراتيجية العسكرية للهيكل الاساسي لمفاعل ديمونا الذي تم انشاؤه قبل اربعين عاماً وبمواصفات هندسية لا تتلاءم بشكل جيد مع التطور العسكري الخاص بالعبوات التفجيرية التي تحملها الصواريخ بعيدة المدى والتي تملكها ايران وهذا في اقل تعديل!