سعود الفيصل يستغرب الصمت الدولي عن اسرائيل

صرح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان بلاده لا تتوقع من ايران ان توقف تخصيب الأورانيوم بحلول نهاية نيسان الجاري، مستبعدا في الوقت عينه ان تتدخل الولايات المتحدة عسكريا ضد الجمهورية الاسلامية من اجل وضع حد لبرنامجها النووي.

وقال للصحافيين في الرياض حيث يشارك في مؤتمر سعودي - بريطاني، ان الولايات المتحدة "لم تستبعد ايا من الخيارات عن الطاولة، ولكن، عمليا، يتابع الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية (كوندوليزا) رايس الجهود الديبلوماسية بالاندفاع نفسه مثل الاوروبيين وروسيا والصين". وسئل عن موقف بلاده في حال شنّ واشنطن ضربة عسكرية على ايران، فأجاب: "لن اناقش فرضيات لا اعتقد اصلا انها ستحصل".

وجاء كلام سترو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل في افتتاح "مؤتمر المملكتين" الذي انعقدت دورته الاولى قبل سنة في لندن والذي يضم سعوديين وبريطانيين في مجالات مختلفة.

وطلب مجلس الامن من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ترفع اليه تقريرا بحلول 28 نيسان عن مدى التزام ايران طلب المجلس ان توقف تخصيب الأورانيوم وان ترد على اسئلة الوكالة المتعلقة ببرنامجها النووي.

وقال سترو في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" من الرياض: "اننا نعمل على اساس ان ايران لن تستجيب لمقترحات مجلس الامن في مهلة الايام الثلاثين".

سعود الفيصل

اما سعود الفيصل الذي تؤيد بلاده حلا ديبلوماسيا للازمة بين ايران والغرب، مع ابدائها في دوائر مغلقة قلقا من ضربة أميركية محتملة لايران، فقال انه "يكره" ان يوضع امام خيارين لا ثالث لهما: اما الضربة العسكرية واما تحول ايران قوة نووية. واضاف: "نأمل في ان يمكن التوصل الى حل من طريق التفاوض، واعتقد ان ثمة اسبابا تعزز هذا الامل".

وحض الوزير السعودي طهران التي عززت الرياض علاقاتها معها في السنوات الاخيرة بعد مرحلة طويلة من التباعد عقب الثورة الاسلامية عام 1979، على عدم السعي الى امتلاك السلاح النووي. ورأى ان "السلاح النووي لن يضيف شيئا الى امن (ايران) ... ايران دولة عظيمة وقديمة ولديها مسؤوليات كبرى في ما يتعلق بالامن في المنطقة، نأمل ان يعتبروا بحكمة ان افضل عامل للاستقرار في المنطقة هو جعلها خالية من السلاح النووي".

لكنه شدد على ان الدعوة الى شرق اوسط خال من السلاح النووي ينبغي الا تتغاضى عن اسرائيل، علما ان الدولة العبرية تملك استنادا الى تقارير مختلفة، ما لا يقل عن مئتي راس نووي وان تكن لا تؤكد ذلك رسميا.

وقال في افتتاح المؤتمر ان "مملكتينا متفقتان تماما على ضرورة جعل منطقة الشرق الاوسط المضطربة خالية من جميع اسلحة الدمار الشامل، واذا كان المجتمع الدولي ساعيا لاقناع ايران بعدم امتلاك السلاح النووي، فذلك ينبغي ان ينطبق على اسرائيل ايضا". ولاحظ ان "ما يثير الاستغراب الدائم ان يواجه ذكر المخزون الاسرائيلي من الاسلحة النووية بصمت المجتمع الدولي وبمحاولات التغطية على الحقيقة".

اما سترو، فقال ان بريطانيا تشاطر الرأي القائل ان على الشرق الاوسط برمته "بما في ذلك اسرائيل"، ان "يكون خاليا من اسلحة الدمار الشامل".