«الشرق الأوسط»

أُعلن في دمشق رسمياً أن الرئيس السوري بشار الاسد التقى قبل ظهر أمس سيرج براميرتز رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس حكومة لبنان الاسبق رفيق الحريري، والوفد المرافق، وأن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع التقاه أيضاً. واكتفى المصدر السوري بالإشارة إلى أن معاون وزير الخارجية أحمد عرنوس ورياض الداوودي، المستشار القانوني في وزارة الخارجية، حضرا اللقاءين، من دون إيراد أية تفاصيل عما تم في اللقاءين من محادثات.
ولم يكن هذا التكتم السوري مفاجئاً، إذ درجت دمشق على اتخاذ جانب السرية المطلقة والكتمان التام في التعاطي مع تحركات لجنة التحقيق الدولية وعملها، التزاماً منها باتفاقها مع لجنة براميرتز، على أن يتم عمل اللجنة الدولية بسرية كاملة حفاظاً من الجانبين على حسن سير عملية التحقيق وعلى سلامته، في إطار التعاون الذي تبديه دمشق مع اللجنة الدولية. وفي بيروت حظيت زيارة براميرتز، الى دمشق باهتمام ومتابعة في الاوساط السياسية والقضائية اللبنانية نظراً الى الدلالات التي تحملها، وخصوصاً ان هذه الزيارة سبقها لقاء بين براميرتز والمستشار القانوني في الخارجية السورية رياض الداودي، اول من امس، لوضع الترتيبات القانونية لمهمة القاضي البلجيكي وتحديد الشخصيات التي سيجتمع بها. وفي هذا الاطار، وصفت مصادر قضائية لبنانية زيارة براميرتز الى دمشق بـ«المهمة جداً» سواء وفق في انجاز مهمته بالكامل او لم يوفّق، لأن هذه الزيارة ونتائجها تسرّع سير التحقيق وتجعل القضية في نهاياتها وفي المرحلة التي تسبق احالة الملف برمته الى المحكمة ذات الطابع الدولي التي ستشكل قريباً بعد اصدار براميرتز تقريره المتوقع في منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل والمفترض ان يتبعه القرار الاتهامي للمحقق العدلي اللبناني القاضي الياس عيد الذي سيوجه فيه اتهامات واضحة وصريحة الى كل المتورطين في هذه الجريمة. ولم تستبعد المصادر حصول مفاجآت بالتزامن مع صدور تقرير المحقق الدولي تتمثل بتوقيفات لاشخاص لبنانيين وسوريين يعتقد انهم قاموا بأدوار خطيرة على صعيد التخطيط للجريمة والتحريض عليها وتنفيذها وتمويلها ولاحقاً طمس معالمها.

وكانت اقوال الشاهد الرئيسي في قضية اغتيال الحريري، السوري محمد زهير الصديق، موضع تحليل وتقويم في الاوساط اللبنانية. ووفق مصادر واكبت التحقيقات التي اجراها المحقق الدولي السابق، ديتليف ميليس، فان التحقيق الدولي يمتلك معلومات اكثر اهمية وواقعية مما قاله الصديق في حديثه الصحافي. الا ان معظم ما قاله الصديق يتقاطع مع معطيات وادلة حصلت عليها اللجنة الدولية، بينها ثبوت عمليات الاستطلاع التي حصلت على مدى ثلاثة ايام قبل تاريخ الجريمة وان الجناة الذين كانوا استطلعوا الموقع «كانوا اصحاب نفوذ» ما مكنهم من انجاز مهماتهم بسهولة ومن دون قلق. وكانت هذه التحضيرات محمية أمنياً.

وتحدثت المصادر عن مخطط محكم اعدّه المخططون والمنفذون لتنفيذ هذه الجريمة عبر زرع متفجرات تحت الطريق وتفجير العبوة سلكياً. وهذه الفرضية عاد وأحياها براميرتز بعدما استبعدها سلفه ميليس ـ وكذلك عبر تفجير الشاحنة المحملة بألف كلغ من المتفجرات لاسلكياً من خلال برج تشويش زرع بالقرب من فندق فينيسيا واخضع لتجارب عدة ناجحة، وايضاً من خلال انتحاري يتولى قيادة الشاحنة ويفجرها. وتؤكد المصادر نفسها ان براميرتز «لم يخرج عن المسار الذي سلكه سلفه ميليس، بل على النقيض فان المعطيات والادلة والمعلومات التي وثّقها الاخير كانت الاساس الذي بنى عليه براميرتز ودفع بالتحقيق قدما». السنيورة: حاضر لزيارة سورية في أي وقت وتحديد الحدود مهم لحل المشاكل بين البلدين