نضال الخضري

أنتظر جريمة شرف أو حادثة ينساها الجميع بعد سنوات لتصبح من سجلات القضاء، حتى أقدم نفسي، وأظهر كقضية عابرة في حياة فيها من التدافع أكثر من الحياة. وإذا انتظرت .. أو انتظرن ... التكريم بالقتل واستعراض الاضطهاد فنحن في النهاية واقفات على مساحة "الذكر" أو خلف ظله الذي بقي رغم كل شيء صورة وهمية للأمان، بعد ان اصبح الحب ترفا لا يحق لناقصات العقل والدين السعي خلفه.

الكل ينتظر "المناسبة" أو "الحدث" أو حتى الـ"Event" لمن يتشدقون بالرغبة في استخدام كم المصطلحات العابرة على ثقافتنا، فعند "المناسبة" ليس هناك أروع من "التجميل" بهدف "بهرجة" المعرفة ... وليس هناك من قدر سوى امتلاك جمل رشيقة يتم قذف الآخرين بها لتعزيز الثقة المفقودة.. فاللغة هي الدافع كي نسير نحو الثقافة "المستنسخة" التي تضم جرائم الشرف والعنف ضد الأنثى وتحوي أيضا اللغة المكسرة التي تحتوينا في الـ"Workshops" لتضع أمامنا المعجم كمفتاح لاحتواء الأزمات .. أو الإناث ... ثم التناسي والذهاب باتجاه حفلة اغتصاب لغوية جديدة.

كم أعشق اللغة وهي تحملني على اختراق التنوع في التفكير، وكسر الحواجز المفروضة على مساحة العقل، ثم يشعرني مصيري بالتقزز عندما يصبح التنوع إسهابا في عدم القدرة على التعامل مع الحياة خارج الـ"Event" و "Exposure" أو أي من الصور التي تريد اختصار الحياة بالظهور الفاقع لقيمة "المناسبة" لأنها تدلل على وجودي والاهتمام بمصيري في لحظة عابرة ... منخفضة ... تحاول تقديم دونية الوجود أمام رطانة اللغة "الجديدة" التي تكسر جدية الموقف بمظاهر خلط الثقافات.

لا أستطيع انتظار جريمة جديدة ... أو أنثى قادمة من وهم الثقافة حتى أفهم موقعي، وأعرف أن كم المصطلحات المسفوحة على شرف الأنثى هي انعكاس اللون القاتم لصفحات صفراء كتبت في عهد هارون الرشيد ثم ترجمها إلى الإنكليزية جيل جديد فجاءت كلمات متقاطعة لا تنقل سوى اصفرار الزمن القديم.

ولا أستطيع انتظار خبراء BR و HR حتى يرسموني داخل المؤتمرات لأنني أشتعل من داخلي، ورغبتي أصعب من أن ينظمها المتحمسون للعلاقات العامة أو يستطيع توظيفها خريجو "الموارد البشرية" ... فأنا لم أعد موردا بشريا منذ عصر السبي وحتى زمن الكلمات المرشوقة بوجهي على طريقة "الوهم" بأننا نملك معرفة لأننا قادرون على استخدام مصطلحات داخل لغة ميتة أصلا، ليصبح الموت صورة آخر صورة من عصر "الذكورة".