ايلاف
محادثات بين صفير وشيراك الاثنين

واشنطن: شن مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة جون بولتون هجوما شديدا اليوم على سوريا ووصفها بأنها دولة منكرة لسيادة واستقلال لبنان كما اتهمها بالابقاء على تواجدها الاستخباراتي على الأراضي اللبنانية. وقال بولتون خلال كلمة له هنا أمام جمع من الأميركيين من اصول لبنانية أن دمشق لم تقم حتى الأن بترسيم الحدود مع لبنان كما أنها لم تقم بتبادل السفراء مع بيروت.

وتسلم بولتون خلال اللقاء الذي حضره أعضاء في البرلمان اللبناني معارضون لسوريا جائزة من الأمريكيين اللبنانيين لجهوده في الضغط على سوريا عبر الأمم المتحدة. وقال بولتون أن "لبنان سيكون دولة حرة ومستقلة سواء رغب السوريون في ذلك أم لا" مشيرا الى أن هناك "شكاوى سورية من أن الألاف من جنودها الذين انسحبوا من لبنان بعد 29 عاما من الاحتلال يعانون البطالة".

وحث بولتون الحكومة السورية على "تكليف ألاف الجنود الذين تركوا لبنان بالقيام بشيء ما مثل تسيير دوريات على الحدود مع العراق" وذلك في اشارة الى اتهامات أمريكية لدمشق بعدم ضبط الحدود بينها وبين العراق بما يسمح بمرور مقاتلين أجانب الى داخل العراق.

وتأتي تصريحات بولتون في أعقاب طرح مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الى مجلس الأمن الدولي يدعو سوريا للاعتراف بالسيادة اللبنانية.

وفي تصريحات أخرى للصحافيين أدلى بها على هامش اللقاء قال بولتون أن مشروع القرار المقدم الى مجلس الأمن يدعم الاتهامات الأمريكية لسوريا بأنها غير ملتزمة بالتعاون مع فريق المحققين التابع للأمم المتحدة والخاص بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريري فضلا عن أنها تواصل دعم الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتتدخل في سياسات لبنان.

واعترف بولتون بأن روسيا والصين تعارضان اتخاذ قرار ضد سوريا في مجلس الأمن الدولي غير أنه حذر في الوقت ذاته من أن سوريا "ستواجه عواقب وخيمة من المجتمع الدولي" في حال لم تلتزم بالتعاون مع لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة.

واتهم الحكومة السورية بالضلوع في اغتيال الحريري قائلا ان "التخطيط للهجوم على الحريري متصل بقمة النظام في سوريا".

وقال "ان تورط أجهزة الأمن السورية في الهجوم هو أمر لا شك فيه" متهما دمشق بارسال "عملائها الى موقع الهجوم للتغطية على الأدلة ومحوها".

ولم يغفل بولتون ايران في هجومه حيث اتهمها بأنها "دولة راعية للارهاب ومصدر للتدخل في لبنان" مشيرا الى أن مشروع القرار الذي تدعمه الولايات المتحدة في مجلس الأمن يشير الى ايران تحديدا ويحثها على وقف التدخل في الشؤون اللبنانية ووقف تسليح حزب الله.

وكانت سوريا قد وصفت مشروع القرار بأنه "محاولة من القوى الغربية للتدخل في السياسات اللبنانية" كما رفضت الادعاءات الأمريكية بأن دمشق لم تسحب أجهزتها الاستخباراتية من لبنان.