شعبان عبود.....النهار

في حدث نادر قد يكون الأول من نوعه في سوريا، شارك مسلمون من منطقة "القصير" التي تبعد نحو 15 كيلومترا غرب مدينة حمص، أبناء مدينتهم المسيحيين في الصلاة في الكنيسة ضمن الاحتفال الشعبي الذي أقيم لاستقبال المطران إزيدور بطيخة الذي كلف رعاية طائفة الروم الكاثوليك في المنطقة الوسطى (حمص وحماه ويبرود) خلفاً للمطران إبرهيم نعمة. وقد جرت العادة أن يقام احتفال شعبي لاستقبال المطران في أول زيارة له لكل مدينة وبلدة تابعة لإدارته الكنسية.

وأفاد موقع "الجمل" الألكتروني أن أهالي منطقة القصير من مسلمين ومسيحيين "زحفوا بشيبهم وشبابهم لتتحول هذه المناسبة يوماً وطنياً وصفه كاهن رعية القصير الأب نبيل نادر بأنه "يوم من السماء".

وقبل البدء بالقداس الإلهي، رحب مفتي القصير الشيخ حسين العتر بالمطران، وقال "إن هذه الأرض الطاهرة التي نقف عليها (ويقصد ارض الكنيسة) كانت مقبرة ، وبجوارها مقبرة للمسلمين، وعندما جرى نقل المقبرة الى مكان آخر انتقلتا معاً، ليتجاور المسلمون والمسيحيون جماجم وعظاما، فبحق الموتى وحرمة الموتى ابقوا متوحدين وعيشوا سوية بكرامة". ونوه إمام الجامع الشيخ تاج الدين المصري بتآخي أبناء المنطقة، فرد عليه المطران بطيخة بالقول: "أنت لست تاجاً للدين فقط بل تاجاً على رأس المطران". وألقى كلمة عن عمق التآخي بين المسلمين والمسيحيين، وبأنه "لا يؤمن بشاب يؤمن بدينه، وإنما يؤمن بشاب يؤمن بالله". وفي ختام القداس دعا المطران بطيخة الموجودين في الكنيسة لكي يذهبوا معه للمشاركة في صلاة الجمعة، قائلاً "لقد صلينا في الجامع" وكان يقصد الكنيسة "والآن جاء دور الصلاة في الكنيسة" ويقصد الجامع، "فالجامع والكنيسة كبناء هما من حجر، أما الجامع والكنيسة بالمعنى الحقيقي فهما قلوب المؤمنين". وعقب ذلك خرجت الجموع من الكنيسة سيراً على الأقدام في اتجاه جامع القصير الكبير، لتكون المرة الأولى التي يصلي فيها مطران في جامع الكبير، والمرة الأولى التي يتم فيها تبادل الصلاة بين رعية ورعية.

وفي الجامع رحب المفتي بالمطران وصحبه الى المنبر ليلقي خطبة. وبدوره قرأ المطران الفاتحة قبل أن يخطب في جموع المصلين. ولدى انتهائه توجه الى المفتي بالقول: "أنت لا تستحق فقط أن تكون مفتي القصير بل مطرانها، وأنا أهديك عصا الرعية لتقوّم بها كل مسيحي لا ترى فيه مسلماً حقيقاً" في مشهد مؤثر للغاية.