جانبلات شكاي.....الرأي العام

اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان علاقات بلاده بالولايات المتحدة الأميركية «تمر حاليا في حال جمود»، بل ان الادارة الأميركية «وضعت سورية في شكل خاص موضع الاستهداف الأميركي بسبب مواقفها الوطنية ورفضها للحرب على العراق ووقوفها في وجه الهيمنة والتدخل الاجنبي».
واكد المعلم في كلمة له عن السياسة الخارجية السورية القاها مساء امس امام مجلس الشعب ان النفوذ القوي للولايات المتحدة «ألحق بعض الضرر بحركتنا وعلاقاتنا الخارجية، لكنه بقي في اطار محدود تمثل بأوروبا في شكل خاص»، ما دفع سورية الى «مزيد من الاهتمام في مجال علاقاتنا شرقا وباتجاه اميركا اللاتينية وافريقيا»، منوها بالعلاقات السورية «الجيدة» مع الدول العربية والاسلامية والاسيوية والأميركية اللاتينية والافريقية فضلا عن الاتحاد الروسي وجمهورية الصين الشعبية، ومؤكدا على «علاقات الصداقة والتعاون المتينة القائمة بيننا وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية والى التحسن الكبير الذي طرأ في السنوات الماضية على علاقاتنا مع تركيا والتعاون القائم فيما بيننا حاليا وفي مجالات عدة».
وبعد ان انتهى المعلم من قراءة كلمته المكتوبة على مجلس الشعب، اخرج الصحافيون وبدأت جلسة مغلقة رد فيها المعلم على مداخلات النواب السوريين.
وبعد ان تحدث عن الوضع الدولي حسب وجهة النظر السورية، مركزا على احادية القطب في العالم الجديد اوضح المعلم ان هذه الظروف «افرزت واقعا معقدا ومتوترا على الصعيد الاقليمي والدولي، واوجدت معادلات واوضاع غير مسبوقة اقليميا ودوليا ايضا، كما وضعت سورية في شكل خاص موضع الاستهداف الأميركي بسبب مواقفها الوطنية ورفضها للحرب على العراق ووقوفها في وجه الهيمنة والتدخل الاجنبي».
واكد المعلم ان «تبدل المعادلات على الارض لم يؤثر على صمود سورية التي استمرت بقيادة الرئيس بشار الاسد بتمسكها بثوابتها واهدافها رغم كثافة الضغوط الأميركية وغير الأميركية التي مورست وتمارس عليها»، موضحا ان بقاء دمشق على ثوابتها تجلى في «رفض المطالب الأميركية التي حملها وزير الخارجية السابق كولن باول بعيد احتلال العراق وتأكيدها على قرارها الوطني الحر»،مؤكدا انه «لم تمض الا فترة يسيرة على احتلال العراق حتى تبين ان المشروع الأميركي فيه مأزوم وفاشل بفعل المقاومة الباسلة لشعب العراق الشقيق، وبفعل انكشاف التبريرات الكاذبة التي جرى اصطناعها لغزوه، وبقى مشروع الشرق الاوسط الكبير عالقا في الوحل العراقي».
وتطرق المعلم الى التنسيق الأميركي الفرنسي للضغط على بلاده وقال «في ظل الفشل الأميركي ولزيادة الضغوط على سورية ومحاولة تشديد محاصرتها نشأ التنسيق الأميركي الفرنسي في شأن لبنان»، منوها بضرورة «ملاحظة اختلاف المصالح والغايات الفرنسية والأميركية»، ومؤكدا ان «نقاط الالتقاء افرزت قرار مجلس الامن 1559 الذي استخدم و لايزال كأداة للضغط الدولي على سورية من جهة وللتدخل السافر بهدف بسط الهيمنة على لبنان من جهة اخرى»,
واكد المعلم ان «جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق المرحوم رفيق الحريري وتوجيه التهمة مباشرة الى سورية دونما أي دليل انما يؤكد ان هذه الجريمة هي جزء من المخطط التآمري على سورية ولبنان وبالتالي على المنطقة بأسرها».
وذكر المعلم ان «تعمل واشنطن بدأب لتشديد الضغوط على سورية في محاولة لفرض العزلة عليها، كما قامت بوضع تشريع يفرض عقوبات اقتصادية عليها جرى تمديد العمل به اخيرا، فضلا عن استمرار وضع سورية على اللائحة الأميركية للدول الداعمة للارهاب»,
واذ اشار الى ان اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي «لم يتم التوقيع عليها كما كان مفترضا بسبب الضغط الأميركي وموقف بعض دول الاتحاد»، دفع دمشق الى التوجه بمزيد من الاهتمام في مجال علاقاتنا شرقا وباتجاه امريكا اللاتينية وافريقيا ايضا».
وتطرق المعلم على مستوى العلاقات مع الدول العربية اولا الى العراق وقال ان سورية «طالبت ومازالت تطالب بأن يكون هناك جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية», وقال: «نحن نرى ان مثل هذا الجدول من شأنه طمأنة جماهير الشعب العراقي الى نهاية نفق الاحتلال، وبالتالي المساعدة على توفير الامن الداخلي بما يسمح ببناء مؤسسات الدولة العراقية خاصة المؤسسات ذات الصلة بالامن وبصيانة النظام العام».
واكد المعلم على ان دمشق وفي الوقت نفسه «تؤيد العملية السياسية الجارية في العراق سيما وان نجاحها يمكن الحكومة الوطنية التي تنبثق عنها من طلب سحب القوات الاجنبية المحتلة واستعادة سيادة العراق الكاملة واستقلاله»، واضاف: «سبق ان أعلنا استعداد سورية لاستئناف العلاقات الديبلوماسية مع العراق على مستوى سفارة بعد تشكيل حكومة وطنية منبثقة عن الانتخابات التي جرت قبل بضعة اشهر».
واكد المعلم ان سورية «تنظر بتفاؤل الى الجمعية الوطنية العراقية التي جرى انتخابها لأنها تمثل كل شرائح وتوجهات المجتمع العراقي خلافا لما كان عليه الامر في الجمعية السابقة»,
وجاءت لبنان في المرتبة الثانية بعد العراق في كلمة المعلم وقال ان «التناغم والتنسيق بين بعض القوى اللبنانية والاشخاص اللبنانيين وبين المخططات والتدخلات الخارجية الأميركية من جهة والفرنسية من جهة اخرى، شكل هذا عاملا اضافيا في تأزيم الوضع اللبناني الداخلي ونشوء حالة انقسام في صفوف الشعب اللبناني»,
واعتبر المعلم ان «الحملات الاعلامية على سورية التي شنتها قوى التنسيق مع الخارج انما هي جزء من المخطط الذي اشرنا اليه لتعميق التوتر بين البلدين الشقيقين وخلق فجوة بين شعبيهما يمكن ان تسمح بتمرير المخططات المرسومة»، مؤكدا ان «واقع الترابط بين البلدين اضافة الى وقوف القوى اللبنانية الوطنية الخيرة في وجه هذه المخططات لم يسمح بتمرير ما كان مطلوبا تمريره».
وقال المعلم «نحن في سورية نرغب في تطوير وتعزيز علاقاتنا مع لبنان الشقيق بما يخدم مصالح البلدين»,