«الشرق الأوسط»
تل أبيب تخشى من خطر تفكك الحلف العالمي ضد «حماس»

أكدت مصادر سياسية في اسرائيل، أمس، ان العلاقات الاسرائيلية الصينية تشهد هذه الأيام أزمة دبلوماسية كبيرة بسبب السماح لوزير الخارجية الفلسطيني، د. محمود الزهار، بزيارة بكين للمشاركة في مؤتمر اقتصادي عربي ـ صيني يعقد في نهاية الشهر الجاري.
وكشفت هذه المصادر ان الحكومة الاسرائيلية تفحص امكانية إلقاء الحرمان على الدبلوماسيين الصينيين والامتناع عن استقبالهم في اسرائيل في حال عدم تراجع بكين عن دعوة الزهار. وكان نائب المدير العام في وزارة الخارجية الاسرائيلية، رافي شوتس، قد استدعى السفير الصيني في تل أبيب، تشين يانغ لونغ، أول من امس، الى مكتبه ووجه له توبيخا بسبب دعوة الزهار وسلمه كتابا رسميا الى حكومته ينتقدها فيه بشدة على «النهج الانفصالي الذي تمارسه الصين تجاه حكومة حماس، ففي حين يقاطعها العالم كله تنزوي الصين في موقف مستهجن للتعامل معها. فقد سبق وقام القنصل الصيني في اسرائيل بلقاء مسؤولين من حكومة حماس في الشهر الماضي، وها هي الحكومة الصينية تدعو الزهار». وهددت اسرائيل بأنه في حالة دخول الزهار الى الصين فإن الأمر سيضر بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

وقد حاول السفير الصيني أن يشرح موقف بلاده فقال ان الصين ترفض سياسة «حماس» وتستغل اللقاءات مع قادته لحثهم على الاعتراف باسرائيل ولكنها في الوقت نفسه تحترم ارادة الشعب الفلسطيني الذي انتخب «حماس» في انتخابات ديمقراطية. وفي العاصمة بكين قال نائب مدير عام وزارة الخارجية، جاي جون، ان حالة بلاده في هذا الموضوع تشبه حالة المرأة الجميلة التي ولدت طفلا غير جميل. فهي لا تستطيع ان توافق على سياسة «حماس» السيئة ولكنها لا تستطيع ان تقف ضد ارادة الشعب الفلسطيني الجميل.

من جهة ثانية أعربت مصادر اسرائيلية عن قلقها من خطر تفكك الحلف العالمي ضد «حماس»، بسبب مواقف كل من روسيا والصين. كما يقلق الاسرائيليين التحول السياسي في ايطاليا. فبعد فترة طويلة من حكم سلفيو برلسكوني، المناصر لاسرائيل، جاء رومانو برودي، المعروف بموقفه الموضوعي من الصراع الاسرائيلي العربي.

ويتوقع الاسرائيليون أن تغير الحكومة الايطالية الجديدة مواقف الدولة السياسة وأن تؤثر مواقفها على الاتحاد الأوروبي باتجاه معاد لاسرائيل. وقالت هذه المصادر ان أحد أسباب القلق العميق يكمن في اختيار القائد الشيوعي ماسيمو ديلاما وزيرا للخارجية. فالاسرائيليون يذكرون للوزير الجديد تصريحات حادة ضد السياسة الاسرائيلية. فهو معروف بمناصرته للحق الفلسطيني وعدائه لمشروع الاستيطان اليهودي في المناطق العربية المحتلة منذ العام 1967 ومقاومته للجدار العازل بين اسرائيل والضفة الغربية. وكان قد اعتبر اسرائيل مجرمة حرب ودولة ارهاب بسبب ممارساتها ضد الشعب الفلسطيني.

وفي احدى زياراته السابقة لاسرائيل كان يتحدث عنها ويطلق عليها اسم «فلسطين»، فحسبوا انه لا يفهم ما يقول فلفتوا نظره، فاجابهم: «أنا أعرف كيف أختار كلماتي». وكان ديلاما قد صرح عقب اختياره لهذا المنصب انه لا يوافق على سياسة «حماس» وانه يعتبر نفسه صديقا لاسرائيل، لكن هذه التصريحات لم تبعث الاطمئنان في نفوس الاسرائيليين.