ناشط يتوقع عفو الأسد عن المعتقلين

السفير

قال المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين في سوريا علي صدر البيانوني، أمس، إن النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام الذي وصف تحالفهما الجديد بأنه <زواج ملاءمة>، سيخضع لمحاكمة بعد إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، لكنه في الوقت الراهن جزء لا يتجزأ من المعارضة، معتبراً أن <الاضطهاد> كان وراء التحالف بين الطرفين.
وفي مقابلة مع صحيفة <نيويورك تايمز> قال البيانوني، إن <الاضطهاد وحّدنا>، في إشارة إلى المعارضة السورية، مضيفا <نحن جميعاً أبناء الأرض نفسها، وتبين أننا نعاني جميعاً من الأوضاع نفسها>.
وكان معارضون، من بينهم خدام والبيانوني، أعلنوا، خلال اجتماع عقد في بروكسل في آذار الماضي، عن تشكيل <جبهة الخلاص الوطني> من أجل <تغيير النظام بالطرق السلمية>.
وذكرت الصحيفة أن البيانوني وخدام تردّدا قبيل عقد اجتماعهما في بروكسل لمدة يومين، إلى أن تأكدا أن هناك قاعدة من الثقة المتبادلة. وقال خدام <في النهاية، أحسست بأنني أعرفه (البيانوني) منذ سنوات عديدة>.
ويشير محللون إلى أن خدام تحالف مع البيانوني من أجل مستقبله السياسي، وليس من أجل سوريا. ويقول الناشط في حقوق الإنسان في سوريا عمار القربي <إنه زواج الملاءمة>، موضحاً أن <خدام يحتاج إلى حزب ليحصل على مصداقية في داخل سوريا وإعادة نفسه إلى الحياة السياسية. ويحتاج الإخوان المسلمين أيضاً إلى شخص مهم من داخل النظام>.
وحول الرسالة التي أرسلها خدام إلى المراقب العام للاخوان في العام ,2003 حول نيته الانفصال عن نظام الأسد، قال البيانوني <أبلغني الرسول أن خدام قد يصبح ضد النظام (السوري)، إلا أن هذا الأمر سيحتاج إلى وقت>، مضيفاً <لقد بعثت برسالة تقول إن هذا يجب أن يحصل بسرعة>.
ويشير البيانوني إلى أن قادة الإخوان متفقون على أنه لم يكن لخدام دور كبير في الشؤون السياسية الداخلية لسوريا وأن يديه غير ملطختين بالدم.
وقال البيانوني <إن موقفه اليوم يعبر عن الندم، وهو جادّ في (قضية) الديموقراطية في سوريا>، مضيفاً <هناك حكم بإعدامه. إنه ملاحق الآن كما لاحقونا. إنه يتحمّل بعض المسؤولية في ما حدث في الماضي، إلا أنه من الواضح أنه تغيّر>.
إلا أن البيانوني شدّد على انه لا يمكن نسيان كل شيء. وأشار إلى انه عندما تتألف حكومة جديدة، فإن المحكمة ستقرر إذا كان خدام مذنباً في أي شيء، إلا انه في الوقت الحالي فإن خدام سيكون جزءاً حاسماً في المعارضة.
إلى ذلك، نقلت وكالة <رويترز> عن <دبلوماسي> مقيم في دمشق قوله، أمس، إن <النظام (السوري) يقول: إما أنا أو الفوضى>، مضيفاً أن <سقف النقاش تحدّد عند قضايا مثل مكافحة الفساد، وتحسين أداء الحكومة، وهي الأهداف المعلنة للرئيس. وكل من يتجاوز ذلك يواجه خطر الحبس>. وتابع إن <المعارضين شجعان جداً، والحكومة تعلم أنهم لا يشكلون خطراً برغم أنها غضبت من إعلان دمشق بيروت>.
وقال مسؤول سوري ل<رويترز> <عندما نكون تحت الضغط فإن صبرنا الداخلي يبدأ بالنفاد. الوحدة السورية هي الأهم خاصة الآن>.
وأعلن عضو مجلس إدارة المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا المحامي خليل معتوق، إن المحامي انور البني، المعتقل مع رفاقه في سجن عدرا، مضرب عن الطعام منذ اعتقاله قبل ستة أيام. وأوضح معتوق أنه قام الاثنين الماضي بزيارة البني والمعتقلين الثمانية الآخرين الذين تم توقيفهم الأسبوع الماضي على خلفية توقيعهم <إعلان بيروت دمشق>. وأضاف أن اثنين من المعتقلين الآخرين قالا انهما تعرّضا للضرب.
وقال رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي إن <البني يواجه تهمة الانتماء إلى جمعية سرية تهدف إلى قلب نظام الحكم، وهي تهمة لم توجه إلى باقي المعتقلين>.
ونقل الريحاوي عن مصدر مسؤول قوله إنه <ستتم إدانة المعتقلين والحكم عليهم ثم سيصار إلى الإفراج عنهم لاحقاً بعفو خاص، من الرئيس بشار الأسد>.
ودعا المتحدث الرسمي باسم المجلس الكردي الأميركي في سوريا شيركو عباس، في مقابلة مع وكالة <اكي> الإيطالية، أحزاب سوريا الكردية والأحزاب العربية المعارضة إلى المشاركة في مؤتمر بروكسل الخاص بأكراد سوريا المقرر عقده الاثنين المقبل.