الشرق الأوسط
باريس تؤكد أنها تملك دلائل تصب في اتجاه استنتاجات التقرير

فيما تتجه الأنظار الى الخامس عشر من الشهر المقبل، موعد تقديم المحقق الدولي سيرج براميرتز تقريره عن التقدم الذي حققته لجنة التحقيق الدولية، في اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، قالت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع ان باريس تملك معلومات تفيد ان تقرير براميرتز الجديد «سيذهب في الاتجاه عينه» الذي ذهب اليه رئيس اللجنة السابق ديتليف مليس بشأن سورية.
وأفادت هذه المصادر التي تحدثت اليها «الشرق الاوسط»، ان باريس «غير قلقة» لجهة محتوى التقرير المنتظر وانها «تملك دلائل» تصب في هذا الاتجاه، علما ان براميرتز، بعكس سلفه الالماني «ضنين بالمعلومات» وفق ما قالته.

وكانت أوساط لبنانية رافقت البطريرك الماروني نصر الله صفير في لقاءاته مع المسؤولين الفرنسيين قد لمحت الى ان صفير «سمع كلاما من هذا النوع من كبار المسؤولين الفرنسيين» الذين التقاهم في باريس قبل ايام.

ودعت المصادر الفرنسية السلطات السورية الى التجاوب مع ما طلبته المجموعة الدولية من دمشق والذي تضمنه القرار الدولي الاخير رقم 1680. وقالت هذه المصادر: «ان الحسابات السورية التي تنطلق من ان الزمن يلعب لصالح دمشق، باعتبار ان الضغط الدولي عليها ستضعف قوته مع مرور الوقت، حسابات خاطئة لان القرار الاخير حاز على 13 صوتا في مجلس الأمن» فيما القرار 1559 لم يحز الا على 9 أصوات.

واعترفت المصادر الفرنسية بأن المرحلة التي يجتازها لبنان اليوم «صعبة»، وان اللبنانيين قد يجتاحهم الشك «لجهة فاعلية المجموعة الدولية وقدرتها على حمل سورية على ترسيم حدودها مع لبنان وتبادل الاعتراف الدبلوماسي مع بيروت، ناهيك من وقف كل انواع التدخل. لكنها في الوقت عينه، رأت ان الرهان السوري الرئيسي القائم على «الجوكر» الايراني خطير وغير مضمون لسببين رئيسيين:

الأول ان «اللعبة الايرانية» اوسع وسورية جزء من اللعبة وليس العكس. والسبب الثاني ان استبعاد انزلاق الملف الايراني الى العمل العسكري ليس مؤكدا، رغم ان باريس حريصة على الا ينزلق الخليج الى حرب جديدة او الى اعمال عسكرية.

وخلصت هذه المصادر الى القول: «ثمة رسالة مزدوجة نوجهها للسلطات السورية، جزؤها الاول هو ان دمشق لا يمكن ان تكون محصنة عبر تحالفها مع طهران وجزؤها الثاني ان الضغوط الدولية ستستمر على سورية في كل المحافل حتى تستجيب لما هو مطلوب منها، مع التأكيد ان قبولها الاستجابة سيعني المحافظة على النظام».

وترى المصادر الفرنسية ان تقرير براميرتز «سيكون محطة مهمة» في مسار العلاقات اللبنانية ـ السورية والعلاقات السورية ـ الدولية ولذا، فان المرحلة الراهنة «هي مرحلة انتظار». ولفتت هذه المصادر الى ان السلطات السورية «اخذت تنظر بحذر» الى براميرتز بعد ان كالت له المديح في الماضي.