الديار
ابلغت وزارة الخارجية الايرانية سفراء دول الترويكا الاوروبية (فرنسا - بريطانيا والمانيا) عن عزمها اتخاذ اجراءات قانونية ضد الولايات المتحدة التي خصصت ثلاثة ملايين دولار للمنظمات والافراد الذين يعملون لاسقاط النظام الاسلامي في ايران عبر اثارة اضطرابات عرقية ودينية.
ومما جاء في المذكرة الايرانية الرسمية التي رفعت الى مسؤولي الدول الثلاث الذين يتولون ملف «معالجة برنامج ايران النووي» بالوسائل السلمية، ان طهران ستلجأ الى محكمة العدل الدولية في لاهاي لمقاضاة واشنطن بتهمة مخالفتها القوانين الدولية التي تنص عليها محكمة العدل الدولية بالاضافة الى انتهاكها لاتفاقات الجزائر المبرمة عام 1981 والتي وافقت بموجبها الادارة الاميركية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية الايرانية.
وفي مسعى لتهدئة مخاوف الغربيين من برنامج ايران النووي اشارت وزارة الخارجية الايرانية في مذكرتها التي سلمت ايضا للديبلوماسية الروسية، الى انه في حال أبدت اوروبا جدية في المفاوضات حول حق ايران في استخدام الطاقة النووية لاهداف سلمية فان امكان حل الازمة سيكون سهلا للغاية.
واضافت الخارجية الايرانية ان الفتوى التي اصدرها مرشد الثورة الاسلامية آية الله خامنئي تحرم انتاج وتخزين استخدام الاسلحة النووية، تحولت الى قانون ملزم في ايران، وبات على جميع الايرانيين الاخذ بها، واعتبارها اكثر اهمية من بنود معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية والبروتوكول الملحق بها.
الادارة الاميركية التي تبلغت من شركائها الاوروبيين مضمون المذكرة الايرانية، نفت ان تكون خصصت هذه المبالغ للتدخل في شؤون ايران الداخلية لان واشنطن تساند الديموقراطية وحقوق الانسان في مختلف انحاء العالم.
غير ان الجانب الايراني لم يسلم جدلا بالنفي الاميركي، خصوصا وانه عزز مذكرته الديبلوماسية بعد تثبت التورط المخابراتي الاميركي في تمويل مجموعات مناهضة للنظام الايراني تتمركز في العراق وافغانستان بهدف اثارة اضطرابات عرقية في ايران.
وبحسب المستندات الايرانية فان الـ سي. اي ايه ما زالت تقدم الدعم المالي والعسكري لمنظمة «مجاهدي خلق» المتمركزة في العراق بالرغم انها ما زالت تعتبر في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية.
كما تدعم وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الحزب الكردي الديموقراطي وجماعة كومالا الكردية الماوية المتواجدتان في العراق بالاضافة الى الانفصاليين في محافظة خوزستان التي يشكل العرب نصف سكانها تقريبا، ناهيك عن مواصلة تغذية بذور الفتنة العراقية في شمال غرب ايران التي يسكنها اذريون.
واشارت طهران ايضا في مذكرتها الى ان واشنطن تدعم بدون انقطاع انصار الملكية في ايران الذين لجأوا الى الولايات المتحدة بعد سقوط نظام الشاه، ومولت الناشطين منهم لافتتاح اذاعات ومحطات تلفزيونية بهدف تحريض الرأي العام على النظام الايراني، كما حاولت استغلال حفيد الامام الخميني، السيد احمد الخميني ووعدته بتسليمه السلطة، اذا تطلب الامر في ايران، الامر الذي دفعه الى الاعلان عن عدم شرعية نظام ولاية الفقيه التي شرعها جده الامام الخميني وتأكيده عدم اهلية رجال الدين للحكم.