رايس: تهديداته سترتد على ايران

المستقبل

رفض المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي أمس ضمناً عرض الدول الكبرى مقابل تعليق ايران تخصيب اليورانيوم، معتبراً ان على طهران الا تتنازل عن "تقدمها العلمي" مقابل "رشاوى"، وان لا تخضع لـ"التهديدات"، ملوحاً باستخدام سلاح النفط في حال تعرض بلاده لأي تحرك اميركي. وسارعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى التقليل من هذه التهديدات، مؤكدة ان "طهران نفسها تعول كثيرا على العائدات النفطية".
وقال خامنئي في خطاب نقله التلفزيون "حققنا العديد من الانجازات العلمية وعلينا عدم التنازل عن هذا المورد الثمين بخضوعنا لتهديدات الاعداء وألا نخدع برشاوى الاعداء".
ولوّح ايضا باستخدام سلاح النفط في حال تعرضت ايران لتحرك اميركي. وحذر من انه "اذا ارتكبتم خطأ واحدا في حق ايران فأكيد ان التزويد بالطاقة سيكون في خطر كبير".
واتفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) والمانيا الخميس على تقديم عرض لايران في محاولة لاقناعها بتعليق تخصيب اليورانيوم. وسينقل هذا العرض الذي لم يكشف مضمونه الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا شخصياً للمسؤولين الايرانيين.
وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اعلن السبت ان مسألة تخصيب اليورانيوم ليست موضع تفاوض وان كانت طهران ما زالت مستعدة للنظر في اقتراحات القوى العظمى.
ووصف خامنئي، في خطابه امس في مناسبة الذكرى السابعة عشرة لوفاة آية الله الامام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية، البرنامج النووي بانه "استثمار تاريخي".
ويتوقع ان يتضمن عرض الدول الكبرى اجراءات تحفيزية وكذلك اجراءات لاحقة ملزمة يتخذها مجلس الامن في حال رفض ايراني.
وبدا آية الله خامنئي وكأنه يشير الى ذلك عندما تحدث عن "رشاوى وتهديدات". ولدى تطرقه الى هذا الاحتمال الاخير حذر ان "من يهدد مصالحنا سيلقى جام غضبنا"، مشككاً باجماع المجتمع الدولي على ارغام ايران على تعليق نشاطاتها الحساسة. واعتبر ان "ليس ثمة اجماع ضد ايران لأن الضغط على الجمهورية الاسلامية يمارسه الاميركيون وحلفاؤهم فقط".
وأكد انه يمكن لايران في المقابل ان تعول على دعم دول عدم الانحياز والدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي. وقال ان الاوروبيين الذين "يتحركون كوسطاء ويتبنون تحت الضغط المواقف الاميركية فانهم يقولون لنا سرا انهم لا يؤمنون" بأن ثمة اجماعاً.
ويبدو ان ايران تراهن على وجود اختلاف مصالح بين الولايات المتحدة من جهة والاوروبيين والروس من جهة اخرى. واكد خامنئي "لدينا علاقات جيدة وصحيحة مع اوروبا وستتحسن هذه العلاقات اكثر في المستقبل القريب لأنهم في حاجة الى ما ننتجه من غاز".
اما في ما يتعلق بروسيا، فاعتبر ان ايران تتقاسم معها "مصالح مشتركة" لا سيما معارضة الاميركيين.
وبعد قليل من ادلاء خامنئي بهذه التصريحات، ردت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، فقللت من أهميتها. وصرحت لشبكة "فوكس نيوز" الاميركية "اعتقد انه ينبغي عدم اعطاء اهمية كبيرة لتهديد مماثل، لأن ايران في اي حال تعول كثيرا على العائدات النفطية".
وقالت ان هذا التهديد النفطي قد يرتد على ايران في حال تنفيذه. اضافت "اعتقد ان نحو ثمانين في المئة من موازنة ايران تتأتى من العائدات النفطية، ومن المؤكد تالياً ان تعطيل السوق النفطية سيكون مشكلة بالغة الخطورة لايران".
وأبدت رايس حذرا شديدا بعد رفض السلطات الايرانية وقف تخصيب اليورانيوم، وهو شرط مسبق وضعته القوى الكبرى لمعاودة المفاوضات مع طهران. وقالت في هذا الصدد "نفهم ان ايران تحتاج الى بعض الوقت لتقويم الوضع"، الا انها استدركت بالقول "لن نسمح لايران بالمماطلة"، رافضة تحديد مهلة ومكررة ان واشنطن ستنتظر اسابيع لا اشهرا.
وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قلل في سنغافورة من اهمية رفض الرئيس الايراني السبت التفاوض حول ما يعتبره "حقاً كاملاً" في انتاج الوقود النووي. وقال المسؤول الاميركي قبل ان يدلي اية الله خامنئي امس بتصريحاته، ان "الايرانيين لم يتلقوا بعد عرض الدول الكبرى وبالتالي فانهم لا يستطيعون الرد قبل الاطلاع على مضمون هذه الاقتراحات".