المستشارة الألمانية تحضّ طهران على الاستجابة للاقتراحات

النهار

أبدى الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل رغبتهما في اعطاء دفع جديد لمعاهدة الدستور الاوروبي ، وإن كانا أقرا بالحاجة الى "استراحة". وفيما رمت القمة الفرنسية - الالمانية غير الرسمية في راينسبرغ الى التحضير للمجلس الاوروبي في 15 حزيران و16 منه ومناقشة الملفات الساخنة من ايران الى جمهورية الكونغو الديموقراطية، اغتنمت ميركل المناسبة لحض طهران على الاستجابة لاقتراحات القوى العظمى الهادفة الى اقناعها بالتخلي عن تخصيب الاورانيوم.
ووصل شيراك بالهليكوبتر من برلين الساعة 9:50 بتوقيت غرينيتش، وكانت في استقباله ميركل قرب مدخل قصر راينسبرغ الذي يعود الى القرن الثامن عشر والذي كان مقراً لأمير بروسيا. وبعدما صافحا مئات الاشخاص من الطلاب والشبان، دخلا معاً القصر حيث عقدا جلسة محادثات في حضور وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي ونظيره الالماني فرانك - فالتر شتاينماير.
وبعد المحادثات عقد شيراك وميركل مؤتمراً صحافياً مشتركاً، أملت فيه المستشارة الألمانية أن "يكون رد إيران ايجابياً وأن تدرك أن ثمة مصلحة كبيرة في ايجاد حل ديبلوماسي للنزاع". وقالت: "نحن جادون تماماً حين نقول ان المطلوب ايجاد حل ديبلوماسي للنزاع". وحضت الجمهورية الاسلامية على أن تثبت "شفافيتها مجددا" وتحترم قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدة أن "المجتمع الدولي في صدد تقديم "آفاق مستقبلية لايران حديثة".
ورأى الرئيس الفرنسي أن الملف النووي الايراني "يبعث على قلق جدي".
وفي الملف الاوروبي، قالت ميركل: "إننا متفقون على القول إن معاهدة الدستور الاوروبي ستعود الى جدول الاعمال خلال الرئاسة الالمانية (للاتحاد الاوروبي)، بعد فترة استراحة". وأضافت: "في نهاية الفترة الممتدة من الرئاسة الالمانية مطلع سنة 2007، حتى الرئاسة الفرنسية التي تنتهي أواخر 2008، يجب التوصل الى قرار".
وأعرب شيراك عن ثقته بالرئاسة الالمانية "لاطلاق القطار في الاتجاه الصحيح"، بعد اللغط الذي تسبب به اقرار بعض الدول المعاهدة الدستورية ورفضها في فرنسا وهولندا. وقال: "نواجه بعض الصعاب التي سنخرج منها".
على صعيد آخر، أوضح شيراك أنه يفضل اندماجاً بين شركة إدارة البورصات الأوروبية "أورونكست" ومنافستها في فرانكفورت، البورصة الألمانية، مطالباً بصفقة متوازنة. وقال: "في ما يتعلق بي، آمل في امكان التوصل الى حل بين فرانكفورت وأورونكست، اتفاق متوازن قدر الامكان يحافظ على حد أدنى من النشاطات والأعمال في باريس. سيؤسفني عدم تبني هذا الحل في نهاية المطاف".
وكانت مجموعة "ان واي اس إي" التي تدير بورصة نيويورك للأوراق المالية توصلت الاسبوع الماضي إلى اتفاق لشراء "أورونكست" ومقرها باريس، في مقابل نحو 7,9 مليارات أورو (10,20 مليارات دولار).
وتعهدت البورصة الألمانية عدم التخلي عن محاولة تأمين صفقة اندماج مع "أورونكست"، لكن الأخيرة قالت الجمعة إنها لم تعد تجري محادثات مع الجانب الألماني.