أجرت صحيفة "هآرتس" امس مقابلة مع المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية احمد يوسف قال فيها انه لا يستبعد في المستقبل امكان التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين واسرائيل، مشيرا الى استعداد "حماس" لاعلان وقف اطلاق للنار مع اسرائيل في مقابل انسحابها الى حدود 1967 والاعتراف بحق العودة. ورغم تجنبه اعلان معارضته العودة الى العمليات الانتحارية، قال إن هذه الهجمات لا تخدم مصلحة الحكومة الفلسطينية.

وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" نشرت مقالاً للمحلل السياسي عيرن شيشون تناول فيه ما يجدر باسرائيل ان تفعله للحصول على التأييد الدولي لخطة الانطواء، ونقتطف بعض ما جاء في المقال: "بعد فوز "حماس" في الانتخابات اتخذ المجتمع الدولي موقفاً صارماً واعلن وقف المساعدات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية وللحكومة الى ان تعترف "حماس" باسرائيل وتحترم الاتفاقات الموقعة وتوقف الارهاب. واستند هذا الموقف الى وجهة النظر القائلة بعدم وجود شريك فلسطيني لأن "حماس" لا تعترف بوجود اسرائيل.

ورغم نجاح زيارة اولمرت لواشنطن ولندن كما وصها القريبون منه ، فالأكيد ان خطة الانطواء استقبلت ببرود. والرسالة الموجهة الى اولمرت كانت واضحة ومفادها أن عليه ان يستنفد التفاوض مع ابو مازن قبل ان يناقش خطته الاحادية الجانب. ويعكس هذا الموقف انقلاباً في وجهة النظر الدولية: الآن عبء الاثبات ان الفلسطينيين ليسوا شركاء يقع على اسرائيل التي ترى ذلك مهمة سهلة. فموقف اسرائيل هو انه ما دامت "حماس" لا تلتزم المطالب الثلاثة المطلوبة منها فلا مجال للمفاوضات. بالاضافة الى ذلك، عندما كانت فتح هي القائد من دون منازع للحركة الوطنية الفلسطينية، لم تنجح اسرائيل في التوصل مع الفلسطينيين الى مبادئ متفق عليها بالنسبة الى الوضع الدائم فلماذا سينجحون اليوم في ذلك؟ علاوة على ذلك، من الصعب تحقيق اتفاق من وراء ظهر "حماس". بناء على ذلك، وبما ان استنفاد المفاوضات ضروري للحصول على تأييد دولي لخطة الانطواء، فان الفشل الاكيد للمفاوضات سيثبت للعالم عدم وجود شريك لإسرائيل.

ولكن هناك دينامية خاصة للمفاوضات يجب اخذها في الحسبان، فالدخول بوصاية دولية سيجعل اسرائيل "عالقة" الى طاولة المفاوضات من دون القدرة على التوصل الى حل او التخلي عن التفاوض او جمع التأييد الدولي لخطة الانطواء. وسيتردد العالم في تأييد انسحاب احادي جديد لأن ذلك معناه استنفاد الخيار السياسي الذي يدعمه ابو مازن وتقوية وضع "حماس". لذا، على اسرائيل وضع استراتيجية للخروج من المفاوضات والعمل على التوصل الى تفاهمات مع الاطراف الدوليين حول شروط الانتقال من خريطة الطريق الى خطة الانطواء(...)".