تحدثت الصحف الاسرائيلية امس عن موافقة دول الاتحاد الاوروبي على اقامة آلية لتحويل الاموال الى الفلسطينيين بالمشاركة مع البنك الدولي ومكتب رئيس السلطة الفلسطينية من دون المرور بـ"حماس". وكان المراسل السياسي لـ"هآرتس" ألوف بن نشر امس تقريرا عن الجولة الاوروبية التي قام بها رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت الى كل من لندن وباريس، ننقل منه الجزء المتعلق بزيارته لفرنسا: "لقد ترك اللقاء مع (الرئيس الفرنسي جاك) شيراك انطباعا قويا لدى اولمرت اكثر من سائر المحادثات السياسية التي اجراها. فقد اعجب بتحليله الواسع الافق، وبالطريقة التي ربط بها بين الاطراف وبتصويره للقوى التي تعمل في المنطقة من ايران الى "حزب الله" و"حماس" وعباس. وبعكس الزعماء الآخرين الذين تحدث معهم اولمرت وجها لوجه، فان محادثاته مع شيراك جرت وفقا للبروتوكول. الاثنان تحدثا بالفرنسية والعبرية، بواسطة مترجمين، ولقد استخدم شيراك بطاقات صغيرة اعدها له مساعدوه. الاسرائيليون الذين شاركوا في اللقاء اعجبوا بتوقد ذهن شيراك ودقة ملاحظته، ولم يجدوا اثرا لما يقال عن مرضه وتعبه وهزاله.

شكلت اللقاءات مع شيراك طوال سنين كابوسا بالنسبة الى رؤساء الحكومات الاسرائيلية الذين طالما تخوفوا من قدرته على الاذى. وكان يُعتبر الزعيم المستعرب من بين زعماء الدول، الرجل الذي عانق صدام حسين وكان يقدر ياسر عرفات، والذي دفع بالقوة الحرس الاسرائيلي الشخصي في القدس الشرقية لدى زيارته لبنيامين نتنياهو عام 1996. وهو الرجل الذي يقال انه رفض ان يقدم كأسا من المياه الى ايهود باراك اثناء القمة الباريسية الفاشلة في مطلع الانتفاضة. لم تكن لديه غير الانتقادات على اسرائيل، لكنه اصبح اكثر مرونة. قد يكون عامل السن او تقديره لانسحاب ارييل شارون من غزة، او ربما ابتعد عن حلفائه السابقين. ومهما يكن السبب، فشيراك في افوله اكثر ودا واقرب من وجهة النظر الاسرائيلية. ولقد استمع اولمرت منه الى توقعات متشائمة جدا تتعلق بحظوظ ابو مازن، بالاضافة الى النقد القاسي لايران وسوريا و"حماس". الوفد المرافق لاولمرت خرج بانطباع ان الزعماء الاوروبيين سيسيرون مع خطة الانكفاء وسيدعمونها ويتفهمونها حتى لو كان من الصعب عليهم تأييدها علنا. من الصعب زيارة باريس من دون حدوث سوء تفاهم صغير.

فهناك من قال لموقع "لوموند" على الانترنت وهي الصحيفة الفرنسية الاهم، انه جرى تحذير اولمرت من قيام اسرائيل بترسيم حدودها في صورة احادية. ولقد سارع موظفو مكتب رئيس الحكومة واستدعوا السفير في فرنسا من اجل تكذيب الخبر وتصحيحه، واوضحوا ان هذا الكلام لم يرد في اللقاء، بل جرى التشديد على اهمية المفاوضات. وبهذه الطريقة خرج الطرفان مرتاحين: الفرنسيون اظهروا لمواطنيهم ان شيراك تحدث بصرامة مع ضيفه، واولمرت اظهر لجمهوره انه خرج من لقائه مع الرجل الذي اخاف من سبقه من دون ان يلين".