يدعيوت أحرونوت

درور نيسان

منذ أكثر من عقد يسود في أوساط الجمهور الإسرائيلي إدراك بأنه لا مناص من التحادث مع الفلسطينيين حول تقسيم البلاد بيننا وبينهم، وإن كان ذلك سيحصل مقابل أثمانٍ معينة.
لكن وللعجب الشديد، تستمر محاولات التملص من المحادثات، كسب الوقت الوهمي، خلق حقائق على الأرض يعرف الجميع انها لن تبقى وأنها ستُزال. فلماذا إذا نزيد المعاناة والألم، من الجرحى والقتلى، نضرِب ونُضرَب، ونزدري بأنفسنا أمام العالم؟ لماذا الاستمرار في القساوة؟ هل ذلك ضروري فعلاً؟
في الخطط الحالية تُدار جدليات تنطوي على مفارقات تاريخية، كما لو أنه لم تمر 39 سنة عقيمة. ثمة أغبياء ذوو ماضٍ أمني يقترحون سبل عمل عسكرية، سبق أن شبعنا منها. لم يبق هناك خطوة لم نجربها. سبق أن صفّينا كل القادة من الجو والبحر والبحر، ودخلنا براً وتحت الأرض. صفيّنا، وقتلنا في الماضي والحاضر والمستقبل، ووهنت قوة الردود بالقوة، ولم يعد فيها جواب.
إن النقاشات العسكرية الدائرة حول كيفية التعامل مع القسام مشابهة لمسألة ماذا نفعل مع الطقس. لم يعد هناك شيء في مسار القوة لم نستخدمه. يجدر أن تكون للقادة السياسيين والعسكريين الجرأة لقول هذه الحقيقة الأساسية للجمهور.
لم يمر يوم واحد منذ انتخاب أبو مازن لرئاسة السلطة الفلسطينية، دون أن يعلن رغبته في إجراء المفاوضات السياسية مع إسرائيل. لكن يده الممدودة بقيت في الهواء حتى الآن. فحكومة شارون أصرت، حتى في خطوة فك الارتباط، على التنفيذ الأحادي الجانب من دون تنسيق مع حكومة أبو مازن، وهي خطوة ساهمت في هزيمة فتح وصعود حماس. ومع أن وثيقة الأسرى ليست "سهلة الهضم"، ومع أنه لا يمكن لإسرائيل الموافقة على جميع عناصرها، إلا أنها يمكنها بالطبع أن تشكل، ويجب أن تشكل أساسا لوقف النار واستئناف المحادثات بين الشعبين.
ولو ذهب الفلسطينيون فعلاً إلى الاستفتاء على الوثيقة وصادقوا عليها، فذلك يعني ذَهابهم إلى الانتخابات مجددا. ومن المحتمل أنه في شأن أساسي ووجودي كبير مثل مستقبل العلاقات مع الفلسطينيين، ينبغي للجمهور الإسرائيلي أيضا الذهاب إلى الانتخابات على الرغم من أنه خرج منها حديثاً.
إذا ما واصلت حكومة أولمرت التمسك بمبدأ "أحادية الجانب"، فلن يكون ثمة سبب يدعو حزب العمل للبقاء في الحكومة. فصوته الاجتماعي، الذي كان الأساس في الانتخابات، صار خافتاً بعدها. لقد حان الآن وقت الاستيقاظ.