لافا خالد
"
معتقل غوانتانامو الأمريكي الصنع الكوبي الأرض, الحارس غير القانوني على أرض دولة أخرى بالمسمى , والسجان على أبرياء زجت بهم الأقدار على أرض دولة لا تجمعها بالولايات المتحدة أية صيغة دبلوماسية ويتحملان معاً الانتهاك الصارخ لمعايير حقوق السجناء فيها

غوانتاموا بين كوبا وأمريكا
إبان الحرب الضروس بين كوبا وأسبانيا المحتلة لأرضها 1898 التي استنفذت كل الطاقات العسكرية الكوبية , الولايات المتحدة وبرؤيتها السياسية وأطماعها التوسعية البعيدة المدى دائما عرضت بسخاء تقديم كل الدعم لتتحرر كوبا من الاحتلال الأسباني وحققت أمريكا انتصارها المعروف حينذاك على أسبانيا لتحتل هي بدورها كوبا وتمتنع الاعتراف بسيادتها حينذاك لمدة ثلاثة أعوام وبضغط من القوى التي عدلت الدستور الأمريكي والذي سمي( تعديل بلات) تراجعت عن رؤيتها الاستعمارية واكتفت بالكرم الكوبي البقاء دون قيد احتلال الخليج لحيننا هذا وبشروط بسيطة لمصلحة الدولة الكوبية

في العام 1934 جددت كوبا تأجير الخليج لأمريكا وأعطتها حق البقاء إلى الوقت الذي تشاء مقابل اتفاقات تجارية كلفت كوبا أثمانا باهظة عدا إن المعتقل الكوبي الأرض الأمريكي الصنع الذي يتحكم بكل منافذ الحياة عليها يعتبر من أسوأ الأماكن التي سجلت أكثر الانتهاكات اللاقانونية بحق معتقليها (1) ويعتبر الكثير من المراقبين ما يجري بالمفهوم القانوني على أرض الخليج الكوبي ( فن السياسة القذر ) بشقيها الكوبي الشيوعي والوجه الأمريكي الإمبريالي المتعولم بقطب أحادي الرؤية والمصالح ؟
غوانتانامو محرقة حقوق الإنسان
أنا في قفص أشبه بحيوان ولم يسألني أحد إن كنت إنساناً أم لا"
أحد المحتجزين السابقين في خليج غوانتانامو"

هل أدركت أمريكا خطأها الفادح بفتح هذا المعتقل سيما وإن شهادات الناجين تثبت دون أدنى التباس إن ما يجري في تلك البقعة الأشبه بمثلث الموت برمودا الذي يدفع نزيل المعتقل التفكير إما الموت أو الموت ولا خيار آخر كون السجناء لا توجه لهم تهم أو تهمة معينة فقط الإرهاب بالمفهوم الأمريكي المصاغ بمقاساتها وما يمس أمنها العام , وغير مسموح بزيارة الأقرباء لهم أو الاتصال بمحامين أو غياب المعايير التي تكفل لكل معتقل محاكم نزيهة توجه تهم وقعت لا صيغت بالذعر والأوهام كما في حالة( أمريكا 11 سبتمبر )
شهادات ناجين تفزع حقيقة ما يجري هناك والإدانات والشجب والرفض والاستنكار هو فقط ما يمكن للمنظمات الدولية والصليب الأحمر أن تقوم به كما روى الكثيرون ممن قضوا سنوات دون محاكمات هناك وأفرج عنهم وهم لا يعرفون كيف ذلك ولما اعتقلوا أساسا
روايات ناجين محررين جسدا وسنوات غوانتانامو لن يمحيها الزمن أمثلة معممة في زمن رديئ

المعتقل السابق المغربي محمد مزوز في حديث للصحفي بيل دريوش ( 2 )
طريقة الاستجواب على الطريقة الأمريكية نبهتني إلى إن السياسة لا أخلاق و القانون ضرب من الجنون وحبر على ورق كيف يحدث كل ذلك وتنتهك كرامتنا كبشر ومسلمين ونباع كصفقات مربحة لأمريكا من قبل تجار يدعون السياسة والحفاظ على المصلحة القومية في بلدان مسلمة وغير مسلمة تنتهج صيغة الولاء لأمريكا وإلا ما كان الذي حدث للكثير من الأبرياء قد وقع,

محققات مدنيات من مكتب ) ومحققات عسكريات من( السي أي أي ), كل واحدة لها أخلاق معينة بعضهن أرغمن المعتقل على أساليب وحشية غير إنسانية مثل التحرش بهن وهم مكبلي الأيدي , وبعض المحققات يكشفن عن صدورهن أثناء التحقيق ويقمن بالاحتكاك بالمعتقل أثناء التحقيق معه ويتابع محمد المزوز انه سمع من احد نزلاء غوانتانامو إن إحدى المحققات لوثت يديها بدم الحيض ومسحت وجه احد المعتقلين والكثيرات كن يطلبن الجنس ويذكر احدهم إن محققة مارست الجنس مع أمريكي سجان أمام أعين المعتقلين , كل ذلك لإرغامهم على الكلام والكثير الكثير من الفظائع الأخرى منها
تدنيس القرآن الكريم والمس شفهيا برموز الدين الإسلامي الحنيف والتحقيق معهم حفاة عراة بهجوم كلاب بوليسية
وشهادات أخرى كثيرة يبدو إن التجربة عممت على معتقلات أمريكية على ارض العرب والمسلمين كما في أبو غريب أخت غوانتانامو بصفات كثيرة , والله اعلم ماذا تخفي حقائق الأيام القادمة

معتقل آخر محرر يروي للفضائيات كيف إن المعاملة الوحشية دفعت بزملائه للانتحار المرفوض شرعا لكنها الرسالة الأقوى للضمير العالمي إن هناك حقوقا تنتهك أمام صمت عالمي رهيب ودور غير فاعل للمنظمات الحقوقية الدولية التي زارت مراراً المعتقل ولم تحرك ساكنا فقط تبيض ماء وجهها, وبأعيننا كمشاهدين نرى معتقلاً مكبلاً بأصفاد يمشي مراقبا من قبل أربعة حراس والمعتقل لايمكن الاقتراب منه لكيلو مترات كونه معد بتقنية عالية تمنع حتى التفكير بالاقتراب منه

وآخرون ينامون تحت أضواء باهتة تبعث على العمى ا لسريري وووو
ماذا تراها فاعلة أمريكا والضغط العالمي يتزايد لإغلاق المعتقل
طبعا لم ولن تحرك ساكنا تستخدم المساحيق التجميلية بتصريحات كاذبة هنا وهناك المطلوب منها فعليا إغلاق المعتقل والاعتذار أمام الرأي العام العالمي بأخطائها الفادحة في غوانتانامو وأبو غريب والاعتراف بسجونها السرية التي كشف النقاب عن الكثير منها على ارض دول أوربية تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان , غوانتاناموا سابقة مؤلمة وخطيرة و تجربة قاسية للضمير العالمي ليراجع سياساته وتلك الدول التي لها مواطنين في الخليج المحاصر ( غوانتانامو ) فلتتساءل مع الإجابات لما مواطنيها هناك , المشروع الأمريكي يتمدد ويتكرر دون مراعاة ضوابط وقيم أخلاقية ورادع دولي ,أمريكا التي اكتوت بالحقد من المجتمع الدولي تمضي لتكوي الجميع بسياساتها إن لم تتخذ إجراءات فاعلة وبالعلن بعيد عن أجواء الغرف المغلقة والسرية التي ما عادت نتائجها تنفع ولا مصداقيتها موجودة فكل الخلايا التي تقوم بعمل هنا وهناك وليد فكر أمريكي هي تسعى إلى ذلك لتفرض هيمنتها العسكرية والسياسية وتأمرك العالم بطريقتها ,

مطلوب من أمريكا التعويض لكل المتضررين ومحاسبة كل مسئول سياسي وعسكري كانت له ضلع في أسوأ الانتهاكات التي شهدتها الألفية الثالثة تحت مسمى الحرب على الإرهاب التي انتهجتها كل دول العالم في حالة ونموذج أمريكي هستيري أرعبت الجميع, و جعلت كل مواطن مسكين يشعر نفسه متهما أو مشروع اتهام واعتقال في بلاد الغرب ووطنه تحت الضغوط الأمريكية, ولا بارك الله بكل يد تتحالف مع السياسة الأمريكية الأقبح عالميا ًولها مثيلات ومن والاها ؟ "

المراجع
1- مجلة الصياد العدد 52/ 2003
2-موقع الديمقراطي التقدمي التونسي 6/ كانون الثاني 2002 .