«الشرق الأوسط»
المباحثات تناولت المبادرات العربية لتطبيع علاقات البلدين

عشية الموعد المحدد للجلسة التاسعة لمؤتمر الحوار الوطني اللبناني، قام رئيس مجلس النواب ومدير الحوار، نبيه بري، بزيارة مفاجئة الى دمشق أمس حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية عن «الوكالة العربية السورية للأنباء» (سانا) أن الأسد استقبل بري في قصر الشعب وعرض معه العلاقات بين البلدين والمستجدات في المنطقة وعلى الساحة اللبنانية. كما التقى بري نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، وعرض معه المستجدات في المنطقة والأوضاع في لبنان ومجريات الحوار الوطني.
وتعلق الأوساط السياسية اللبنانية، ولا سيما المعنية منها بطاولة الحوار، أهمية بالغة على نتائج زيارة بري الى العاصمة السورية، وخصوصاً أن معظم بنود الحوار التي بحثها ويبحثها المتحاورون تتأثر بشكل أو بآخر بحال العلاقات اللبنانية – السورية، الأمر الذي كان محور محادثات أجراها بري، في وقت سابق، خلال زيارتين الى كل من دمشق والقاهرة.

وقالت مصادر قريبة من الرئيس بري إن أجواء اجتماعه بالرئيس الأسد كانت «إيجابية جداً» وإن المباحثات تناولت كل الأمور والمبادرات العربية حيال لبنان والعلاقات اللبنانية ـ السورية في اتجاه تنقيتها من الشوائب وبالتالي تعزيزها بما يخدم مصلحة البلدين.

وكان بري قد زار دمشق في الخامس من الشهر الحالي. وأعلن في ختام زيارته أن أبوابها مفتوحة لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي يحمّل المسؤولين السوريين مسؤولية إعاقة زيارته لعاصمتهم.

من جهة أخرى، توقعت مصادر نيابية أن يشارك في جلسة الحوار اليوم جميع القادة الـ 14 المصنفين من «الصف الأول» وان تبدأ الجلسة بتقويم لما تحقق في الجلسات السابقة في ضوء المواقف السياسية التي لامست أحيانا خرق «ميثاق الشرف الإعلامي» الذي اقره المتحاورون في آخر جلسة لهم مطلع الشهر الحالي.

وقالت المصادر ان الرئيس بري سيطلع المجتمعين على حصيلة زيارتيه الى كل من مصر وسورية. وبعد ذلك ينتقل المتحاورون الى النقطة التي انتهى اليها اجتماعهم السابق، أي البند المتعلق بالاستراتيجية الدفاعية. وسيكون للرئيس بري مطالعة مفصلة حول هذه الاستراتيجية. وفي موقف متصل بمؤتمر الحوار، تمنى النائب إسماعيل سكرية على المتحاورين «توسيع مهام ومفاعيل ميثاق الشرف ليتخطى المهادنة السياسية التي تتعرض للاهتزاز من حين الى آخر لتطاول ضبط تعددية السياسة الحكومية والتسابق الحاصل في قرارات ومراسيم التسلل الى المواقع الادارية والأمنية وغيرها مما يهدد مفهوم الدولة ومبدأ المشاركة». وأبدى قلقه من أن «يتحول الحوار الى حقنة مخدرة تتقدم من تحت تأثيرها المشاريع الفئوية البديلة عن مفهوم دولة الناس كل الناس، او الى دواء وهمي يرفع من معنويات المريض نفسيا ولكن من دون فائدة صحية».

من جهته، قال النائب السابق تمام سلام عقب زيارته امس الرئيس السابق للحكومة سليم الحص: «ان موضوع الحوار أمر أصبحنا متعلقين به خشية ان نبتعد عنه وعن هذا المناخ وهذه الأجواء ونسقط في صراعات وصدامات داخلية لن نحصد منها إلا المزيد من الضرر والبلاء لهذا البلد. من هنا نقول ان الاستمرار في الحوار ضروري وملح، وخصوصا في قضايا كبيرة على المحك، لا سيما ان المتحاورين تمكنوا من ان يصلوا الى نتائج في قضايا مهمة، أكان لجهة العلاقة مع الفلسطينيين والعلاقة مع سورية وترسيم الحدود ومزارع شبعا، وغيرها من المواضيع التي أصبحت اليوم بعد التوافق عليها تنتظر ان يتم وضع تالية تنفيذية لإنجاحها والعبور فيها الى وضع افضل، وخصوصا بالنسبة الى العلاقة مع سورية».

وفي دمشق قال مراسل «الشرق الأوسط»، إن الرئيس السوري بشار الأسد بحث مع رئيس المجلس النيابي اللبناني، آخر المستجدات على الساحة اللبنانية والعلاقات الثنائية بين البلدين، كما بحث نائب الرئيس السوري فاروق الشرع مع بري، بحضور معاون نائب رئيس الجمهورية محمد ناصيف والنائب اللبناني على حسن الخليل، المستجدات في المنطقة والأوضاع في لبنان ومجريات الحوار الوطني والعلاقات الأخوية بين البلدين.