زياد حيدر ....السفير

قالت مصادر مطلعة ل<السفير>، امس، ان سوريا خرجت من لبنان <ولم تعد طرفا في ما يجري فيه>، مشددة على ان المقاومة تحدد أهداف عملياتها وتوقيتها بنفسها.
واوضحت المصادر انه يمكن وضع الموقف السوري الرسمي مما يجري في إطار السياسة السورية التقليدية، التي تقوم على مبدأين: الأول هو أن سوريا صاحبة <مبدأ احترام المقاومة ودعمها، تتفهم حقها في الدفاع عن وطنها الذي يتعرض للعدوان، وممارسة النشاط اللازم لتحرير أرضها من الاحتلال>. ومن هذا المبدأ فإن دمشق، وقد أعلنت ذلك سابقا، تجدد التأكيد على أن <تقرير زمان ومكان، وشكل وأهداف عمليات المقاومة هو قرار يعود للمقاومة وحدها، التي يأتي نشاطها بمجمله كنتيجة للاحتلال>.
أما في ما يتعلق بالانتقادات اللبنانية لحزب الله ب<احتكاره قرار الحرب والسلم>، فترى المصادر أن هذه <قضية لبنانية داخلية لا تعني تفاصيلها سوريا، التي خرجت من لبنان منذ عام تقريبا ولم تعد طرفا في ما يجري فيه>.
ولكن برغم ذلك، فقد تلقت العاصمة السورية طلبا رسميا من الوفد الرفيع المستوى الذي أرسلته الأمانة العامة للأمم المتحدة لزيارة دمشق، وذلك فيما ستسعى العاصمة السورية خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب اليوم، إلى حث الجانب العربي على أن يتخذ موقفا موحدا من التطورات الجارية في لبنان.
غير ان مصادر دبلوماسية عربية توقعت ل<السفير> ألا تكون جولة اليوم من المباحثات <مثمرة جديا> وأن <تكون مجرد مداولات حول الوضع الراهن> مشيرة إلى أن جدول اعمال الوزراء العرب يضم ملفين الأول هو <العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة>، والثاني <طلب اليمن عقد قمة طارئة>.
وترى المصادر نفسها أنه <من الصعب أن تخرج هذه الاجتماعات بأي نتيجة> بسبب <الخلافات الجذرية الموجودة في المواقف>، معتبرة أن أي <قرار سيؤدي إلى الصدام بين طرفين> وذلك في إشارة إلى تناغم مواقف السعودية ومصر وخلفهما الأردن في تحميل حزب الله وحلفائه مسؤولية ما يجري.
ولفتت المصادر إلى شكل <القرار الخجول الذي يحاول أن يتفادى زيادة النقمة الشعبية على الأنظمة العربية>، ووجود طرف آخر يتمثل باليمن والسودان وسوريا وفلسطين ودول المغرب العربي التي <ترى في الأمر عكس ذلك>، الأمر الذي سيمنع صدور بيان موحد عن الاجتماع.
وفي السياق، قال السفير السوري لدى بريطانيا سامي الخيمي ان <سوريا تحاول ان تكون بناءة في هذه الازمة> مضيفا انها <تستخدم كل اتصالاتها على الصعيد العربي لاقناع اطراف الصراع بتهدئة التوتر ووقف العنف>. وتابع انه <يتعين على المجتمع الدولي ان يمارس الضغوط على اسرائيل لوقف هجماتها على الفور لانها دولة لا تخضع للمساءلة> موضحا انه اذا تم ذلك فستشجع سوريا حزب الله على وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وشدد الخيمي على ان تصريحاته لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، التي فهم منها ضمنا ان سوريا تطلب بالفعل من حزب الله ان يوقف اطلاق النار من جانب واحد، قد اخرجت من سياقها. وقال ان اسرائيل تتصرف <كما لو ان بوسعها ان تفعل ما تريد اينما تريد وحينما تريد... ان هذا لا يمكن ان يستمر والا فانه سيفجر منطقة الشرق الاوسط باسرها>.
وكانت ال<بي. بي. سي> قد نقلت عن الخيمي قوله، رداً على سؤال عما اذا كانت سوريا قد طلبت من حزب الله ان يوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل، اجاب الخيمي <بالطبع> مضيفا <هذه حركة مستقلة تماما. لدينا علاقات طيبة معها>.
الى ذلك، أعلنت القيادة القطرية لحزب البعث السوري أن دمشق ستساند لبنان وحزب الله ضد العدوان الإسرائيلي. وأوضحت في بيان ان <الشعب السوري مستعد لتقديم الدعم الكامل للشعب اللبناني ولمقاومته البطولية للبقاء صامداً ومواجهة العدوان الإسرائيلي البربري وجرائمه>.