لم يسبق في تاريخ البشرية ان أعلنت حكومة تمثل الشرعية في بلدها أنها غير معنية بعدوان عسكري سافر وواسع النطاق يتعرض له هذا البلد كما نجد ذلك في موقف الحكومة اللبنانية التي سارعت الى اصدار بيان رسمي تبرأت فيه من مواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي الذي يتعرض له لبنان الآن لا بل وصل الامر الى حد أن هذه الحكومة وفرت ما يشبه الغطاء السياسي الداخلي لاستمرار العدوان على الاراضي اللبنانية وبذلك تكون الحكومة اللبنانية قد سقطت عمليا وبات الموقف ينتظر اعلان سقوطها رسميا وسياسيا ولو كان لدى رئيس وأركان الحكومة اللبنانية ذرة واحدة من الشرف والكرامة الوطنية لبادروا جميعا الى تقديم استقالاتهم بعد أن شنت اسرائيل هذا الهجوم الواسع والتدميري على لبنان وجسوره ومدنه وقراه وبنيته التحتية. ولكن المؤكد ان هذه الحكومة ستكون عرضة للمحاسبة من قبل الشعب اللبناني لاحقا. ذلك ان القوى الوطنية والمقاومة في لبنان ما تزال تملك زمام المبادرة وهي اظهرت في التصدي للعدوان الصهيوني وجود قدرة كبيرة لديها على الردع ومواجهة الخطر الصهيوني الذي ينمو في لبنان بأسره وليس منطقة دون غيرها.

إن الموقف المخزي الذي اتخذته الحكومة اللبنانية ازاء العدوان الاسرائيلي المتصاعد على الشعب اللبناني يفترض فيه ان يكون سببا مباشرا لسقوطها وهي سقطت بالفعل من الناحية المعنوية وعلى مستوى الرأي العام والشارع اللبناني وبات الجميع بانتظار سقوطها رسميا وسياسيا واذا كان بعض العرب سارع الى تسجيل موقف يحاول من خلاله تحميل المقاومة الاسلامية اللبنانية مسؤولية ما يجري بدلا من ادانة العدوان الاسرائيل من اجل إرضاء أميركا واسرائيل فإن مثل هذا الموقف العربي المتخاذل يفترض فيه ألا ينسحب على الحكومة اللبنانية الراهنة التي تدعي انها تمثل الشرعية والاكثرية، فأين هذه الشرعية والاكثرية اذا كانت لم تستطع ان تتحمل حتى صدور بيان يدين العدوان الاسرائيلي؟.