دخلت الساحة العربية في حالة من الانقسام الخطير وذلك على وقع العدوان الاسرائيلي الوحشي على لبنان وبات الحديث يدور الآن حول مجموعة من المحاور السياسية والاصطفافية في المنطقة الأمر الذي يشير بوضوح الى ان الوصول لهذا الوضع كان احد ابرز حرب اسرائيل الراهنة على الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة. والمرجح ان هذا الانقسام والسجال السياسي والاعلامي الذي يرافقه تحول بالفعل الى غطاء سياسي لتبرير العدوان الاسرائيلي، بدليل ان هناك العديد من الاطراف العربية التي تواصل توجيه الانتقادات الى حزب الله، في حين يجري تجاهل جرائم الحرب القذرة التي ترتكبها اسرائيل في لبنان حيث يطبق جنرالات تل ابيب استراتيجية الأرض المحروقة في جنوب لبنان وضاحية بيروت. وذلك بهدف تخويف الشعب اللبناني وتركيع مقاومته الباسلة! وبات الشارع العربي يعيش أو يمر في لحظات يمكن وصفها بالتاريخية! ذلك ان أي شرارة يمكن ان تشعل أكثر من عاصمة عربية، وهناك من يتوقع ان تبدأ حركة التداعيات بالظهور في وقت مبكر.. ولكن الخطر الأكبر هو ان يكون ما يجري هو محاولة مكشوفة لتقسيم الموقف العربي الى دائرة شيعية وأخرى سنية، وفق المخطط الأميركي - الصهيوني لكن الذي حدث هو العكس تماما، بدليل ان الشارع العربي بكل تياراته ومشاربه يلتف الآن حول صمود المقاومة اللبنانية الملحمي. وهو ينظر الى صمود (حماس) في غزة على أنه الوجه الآخر لما يجري على الساحة اللبنانية، وبالتالي يمكن التأكيد الجازم بأن المشروع القذر الذي اريد له ومن خلاله تحويل الساحة العربية الى دائرة صراع مذهبي قد سقط الآن وبات اصحاب هذا المشروع وأدواته في حالة قلق وتوجس.

والذين يتصورون بأنه قد تم تطويع الشارع العربي هم واهمون بالتأكيد لأن المسألة عندما تتعلق بالصراع ومواجهة عدوان اسرائيل فإن كل المحرمات والاعتبارات تسقط وتذوب.