أن يعجز الملوك والرؤساء العرب عن الاتفاق على عقد قمة طارئة لنصرة لبنان ودعم مقاومته الباسلة فهذا لن يكون العنوان الاخير لازمة الانهيار والضعف في المنطقة، ذلك انه جرت العادة ان يختلف العرب في اوقات الازمات الكبرى وهو ما حدث عندما وقع الغزو الاميركي للعراق عام 2003، فبعد ان اجتاحت القوات الاميركية بغداد، ونجحت في اسقاط نظام صدام، اقترحت بعض الاطراف العربية عقد مؤتمر قمة طارئة من اجل تقييم نتائج وتداعيات الغزو وليس بهدف نصرة العراق، ويبدو ان الجماهير العربية اعتادت على مثل هذه المواقف الصادرة عن المؤسسة العربية الرسمية وهناك من يستعرض السيناريو منذ عام 1948 وحتى الآن، فعبر هذا التاريخ الطويل لم يتمكن قادة البلدان العربية من اتخاذ اي موقف لدعم ومساندة القضية الفلسطينية، بل ان السياسات الرسمية، اتسمت دوما بالمواقف والممارسات الوسطية والمعتدلة وهي وصلت الى التخاذل في كثير من الاحيان، فعلى الرغم من ان العدوان الاسرائيلي على لبنان دخل اسبوعه الثالث فإن هناك مواقف مذلة تصدر عن بعض الحكام العرب وكان آخرها تأكيد رئيس اكبر دولة عربية بأنه ليس على استعداد للدخول في حرب مجازفة ومغامرة من اجل لبنان ومقاومته، لقد اصبحت الهوة واسعة وكبيرة جدا بين الشارع العربي والنظام الرسمي الحاكم، وهناك من يتوقع ان تفرز هذه الحالة تداعيات خطيرة جدا، قد تصل الى حد ان المنطقة قد تدخل في مرحلة من الانقلابات والاضطرابات الدراماتيكية وذلك على غرار ما حدث في اعقاب نكبة عام 1948، وانجلاء حقيقة التآمر والتخاذل العربي آنذاك، وبطبيعة الحال فانه لا يمكن التقليل من اهمية وخطورة التصدعات التي تجري، في هذا السياق، لان الاصل ان الصراع العربي ـ الصهيوني يظل هو الاساس وهو المعيار الذي يحدد ملامح مدى وطنية او عروبة هذا النظام او ذاك، وبالتالي فان وقوع سلسلة من الانفجارات الجماهيرية والشعبية في المنطقة العربية هو امر متوقع بالفعل، ولا بد لهذه النظم ان تدفع اثمانا باهظة جراء مواقفها وسياساتها غير المحقة، والمقتصرة ـ الى الحد الادنى ـ من مصداقية الالتزام القومي، فأين ميثاق الدفاع العربي المشترك؟ ولماذا لم يتحرك احد من العرب للدفاع عن لبنان وشعبه الصامد؟ وهل ان البعض ينتظر سقوط القنابل فوق عاصمته حتى يشعر بالخطر؟