الرأي العام

استبعد وزير الاعلام السوري محسن بلال، ان تكون دمشق مستعدة للنظر في مسألة التخلي عن «حزب الله» في حال عرضت عليها دول عربية وغربية «رزمة إغراءات»، مشددا على ان «الأولوية حاليا لوقف اطلاق النار في لبنان قبل الكلام عن أي شيء آخر»، موضحا ان «مفتاح الحل يوجد في لبنان وليس في سورية».
وأكد بلال في مقابلة تبثها قناة «بي تي في» الباكستانية، اليوم، وتنشرها «الرأي العام» حصريا، دعم دمشق للمقاومة في العراق وفلسطين ولبنان، رافضا الاتهامات الغربية التي تصف الاسلام بـ «الإرهاب», وقال: «هناك جماعات يهودية ومسيحية متطرفة في اسبانيا وايطاليا وألمانيا واسرائيل، فلماذا لا يعتبرونها إرهابية؟».
وشدد بلال على ان سورية «ترفض الهيمنة سواء من اسرائيل أو الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا».

وعن وصف إحدى المطبوعات السورية الدول العربية التي لم تساند موقف دمشق بأنهم «أخوة يوسف» قال بلال: «هذه مواقف شخصية لصحافيين»، متفاديا الاجابة عن سؤال ما اذا كانت سورية تشعر بأنها معزولة في محيطها العربي, وفي ما يلي نص الحوار:

• كيف كان رد فعل الحكومة السورية ازاء القرارات التي تم اتخاذها والتي لم يتم اتخاذها في مؤتمر روما الذي عقد أخيرا؟

- لقد قررت الولايات المتحدة، ممثلة بوزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس، الا ترغم أو تضغط على حليفتها وصديقتها اسرائيل كي توقف الابادة الجماعية التي تمارسها حاليا ضد الشعب اللبناني, والواقع ان الأمر لا يقتصر على الابادة الجماعية فحسب، بل يتعداها الى تدمير البنية التحتية الخاصة بلبنان, فلماذا هذه الكراهية؟ لماذا هذه الروح النازية ضد دولة جارة مسالمة كلبنان؟ ولذلك فإننا هنا في سورية نشعر بالانزعاج الشديد عندما نرى ان اجتماع (مؤتمر) روما انتهى من دون التوصل الى أي بيان يدعو الى وقف الحرب ضد لبنان.

• العالم يعتقد ان مفتاح السيطرة على «حزب الله» يوجد لدى سورية الا ان أحدا لم يدع سورية الى مؤتمر روما, فلماذا لم يتم توجيه الدعوة اليكم؟

- نحن في سورية اشقاء للشعب اللبناني وأشقاء للشعب الفلسطيني وللشعب العراقي ولجميع الشعوب المسلمة في أرجاء العالم, ونحن ندعم قضية الشعب الفلسطيني وقضية الشعب اللبناني ونناهض احتلال الاسرائيليين لأراضي لبنان وأراضي الفلسطينيين وأراضينا في مرتفعات الجولان، وهكذا فإن المسألة لا تتعلق بـ حزب الله» فقط بل تتعلق بأولئك الذين يقاومون ضد الاحتلال وضد محاولات السيطرة بالقوة, نحن لا نقبل أي محاولات سيطرة سواء من جانب اسرائيل أو من جانب الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو من أي أحد آخر في العالم، نحن نريد ان نعيش في حدود دولتنا وعلى أراضينا، تعاطفنا ودعمنا للشعب اللبناني وتعاطفنا مع المقاومة الفلسطينية, ولذلك فإننا نقدم دعمنا الكامل الى اشقائنا في لبنان سواء كان بالغذاء أو الدواء، اضافة الى الدعم الانساني واللوجستي, وعلاوة على ذلك فإننا نستقبل اشقاءنا اللاجئين اللبنانيين - وحاليا لدينا أكثر من 200 الف لاجئ لبناني, وقبل ذلك كان لدينا لاجئون عراقيون, وحتى الآن ما زلنا نستضيف أكثر من 450 الف لاجئ فلسطيني, والواقع ان سبب ذلك هو اننا نشعر بأنهم اشقاؤنا وليس لأننا نتملك مفتاح المقاومة، فالمقاومة اللبنانية سيدة قرارها وهي تناضل من منطلق حقها في تحرير دولتها.

• هل تقصد بكلامك هذا ان «المفتاح» يوجد في لبنان؟

- المفتاح يوجد في لبنان, المفتاح يوجد في أيدي جميع الشعوب العربية (,,,) ونحن جميعا لدينا هنا قضايا مشتركة ألا وهي القضية الفلسطينية والقضية اللبنانية والقضية العراقية، وفي الوقت نفسه لدينا قضية اسلامية وذلك لأن بعض القوى الغربية تصف الاسلام حاليا بأنه دين ارهابي، نحن نرفض هذا التوصيف لأننا (كمسلمين) نشكل خمس تعداد سكان العالم, فنحن مليار ونصف المليار هناك جماعات ارهابية (كثيرة) في العالم، وبعض تلك الجماعات اسلامية وبعضها مسيحية وبعضها يهودية, كما ان لدينا دولا مثل اسرائيل تقوم بتنظيم الارهاب, فلماذا على سبيل المثال لا توصف حركة «ايتا» الاسبانية بأنها حركة ارهابية كاثوليكية؟ وكذلك الحال بالنسبة الى حركة «بريغيد روستي» في ايطاليا وماينهوف» في ألمانيا وشاس» في اسرائيل؟

• بعض الدول التي شاركت في مؤتمر روما، من بينها دول عربية، ترى انه اذا تمت تلبية بعض شروط أو طلبات سورية فإنها ستصبح على استعداد لوقف دعمها ومساندتها لـ «حزب الله» ما تعليقكم على ذلك؟

- المشكلة واضحة جدا يا أخي العزيز، المشكلة الآن، والآن تحديدا، هي العدوان الاسرائيلي، ولذلك فإنه يجب علينا قبل كل شيء ان نوقف اطلاق النار، وثانيا، علينا ان نقوم بتبادل الأسرى بمن فيهم الأسرى اللبنانيون والاسرائيليون والفلسطينيون، وثالثا، علينا ان نعيد اطلاق عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط بحيث نبدأها من حيث توقفت في آخر مرة كي نستعيد مرتفعات الجولان ونعيد مزارع شبعا الى اللبنانيين ونقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة، بحيث تكون عاصمتها القدس الشرقية ونسمح للاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم.

• هل تشعرون بخيبة أمل ازاء حقيقة انكم لا تتلقون دعما كافيا من بعض الدول العربية الكبرى، وتحديدا تلك الدول العربية الثلاث (مصر والسعودية والأردن) التي وصفت ما حصل في لبنان بأنه مغامرة غير محسوبة العواقب؟

- الواقع ان كل الدول العربية متفقة في مواقفها الرافضة والمناهضة للعدوان الاسرائيلي, كل الدول العربية متفقة على (ضرورة) التوصل الى وقف لاطلاق النار, كل الدول العربية متفقة على (ضرورة) تبادل الأسرى, وكل ما سوى ذلك ليس سوى دعايات اعلامية.

• إحدى الصحف السورية الواسعة الانتشار شبهت مواقف الحكومات العربية (ازاء ما يحصل حاليا في لبنان وفي فلسطين) بمواقف اشقاء النبي يوسف ازاءه، بما يعني التآمر أو التواطؤ أو الخيانة، فما تعليقكم على ذلك؟

- انت صحافي، وتعلم تماما انه يحق لكل وسيلة اعلام ان تعبر عن آرائها الخاصة بها, ونحن دولة تتمتع بالحرية ويستطيع كل شخص ان يقول وان يكتب ما يؤمن به, ولكنني على يقين من اننا كأمة عربية متحدون ضد المطامع والطموحات الاسرائيلية, نحن مع الوحدة والكرامة والسيادة.

• قرأنا بيانا مفاده ان سورية لن تقف على الحياد ولن تكتفي بالتفرج اذا أقدم الاسرائيليون على غزو لبنان، فإلى متى سيستمر صبركم اذا استمرت اسرائيل في التوغل داخل الأراضي اللبنانية؟

- الواقع ان اسرائيل أصبحت الآن في ورطة كبيرة بعدما شنت مغامرتها المروعة ضد جارتنا وشقيقتنا لبنان, واذا كان لدى اسرائيل نية الوغل في لبنان والاقتراب من حدودنا وتهديد أراضينا، فإننا سندافع بالطبع عن سيادتنا وعن شعبنا.

• وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قالت في (مؤتمر) روما انها قلقة ازاء الدور الذي تلعبه ايران في ما يحصل في لبنان حاليا, ما رأيك في هذا الشأن؟

- لماذا هي (رايس) ليست قلقة ازاء الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في العدوان الاسرائيلي (على لبنان) وازاء تزويدها اسرائيل بأسلحة جديدة موجهة بالليزر؟ ماذا يمكننا ان نسمي ذلك؟ لقد أبدت ايران تعاطفا ودعما انسانيا للشعب اللبناني, اما الولايات المتحدة فإنها تدعم اسرائيل بالأسلحة الأكثر تطورا كي تستخدمها ضد شعوبنا.