هآرتس
رغم اتساع رقعة العمليات في الجنوب، فان الادارة العسكرية بدأت تتعرض لموجة نقد حاد عكسها المعلق العسكري لـ"هآرتس" زئيف شيف الذي اعلن امس فشل الادارة الاستراتيجية للقتال حتى الآن، والدليل على ذلك في رأيه فشل القوات البرية في وقف حرب الاستنزاف التي يخوضها "حزب الله" ضد المدنيين في اسرائيل، وعدم اتضاح شكل القوة الدولية التي ستنتشر في لبنان ويستنتج: "حتى الامس لم تنجز القوات البرية تنظيف الحزام القريب من الحدود الدولية. في حرب 1982، استطاع الجيش الوصول الى حدود نهر الاولي خلال 48 ساعة مع خسائر قليلة. في الحرب الحالية يقاتل الجيش ضمن قطاع أضيق بكثير، ومع ذلك لم ينجز مهمته خلال اسبوعين. الجيش الاسرائيلي هو جيش قوي، لكن هذه القوة لم يُستفد منها في صورة جيدة وحتى النهاية. ومن الافضل ألا نحمّل الاميركيين المسؤولية، فليسوا هم الذين خيبوا اسرائيل وانما اسرائيل هي التي خيبتهم على الصعيد الاستراتيجي عندما فشلت في تزويد الادارة الاميركية الاوراق العسكرية، لذا بدأ الأميركيون بالضغط على اسرائيل كي تغير اتجاهها".
وفي جردة أولية للوضع السياسي لـ"حزب الله"، كتب تسفي برئيل في الصحيفة ذاتها امس: "كيف غيرت الحرب موقع "حزب الله"؟ حتى قصف قانا وقف "حزب الله" وراء الاجماع الذي بناه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وضمناً اعترف نصرالله بمسؤوليته عن الهجوم القاسي الذي شنه الجيش الاسرائيلي على لبنان. بعد قانا شعر نصرالله بأنه قادر على إملاء حدود الاجماع السياسي. لذا فالحزب غير مستعد لتسليم سلاحه ولا الانسحاب من جنوب لبنان، وما زال نصرالله يرى في الحزب بديلا من الجيش اللبناني، ولقد حصل على دعم من رئيس الجمهورية اميل لحود. وعلى الصعيد السياسي سيواصل نصرالله وحزبه الاحتفاظ بحق استخدام الفيتو على قرارات الحكومة... ما هو الحل الديبلوماسي؟ اذا افترضنا ان وقفاً لاطلاق النار سيحصل قبل الموعد الذي تريده اسرائيل، فان الحكومة اللبنانية ستعتبره انجازاً جيداً لكنه غير كاف. فلبنان يطالب اسرائيل بالانسحاب من مزارع شبعا وتسليمها خرائط الألغام، واسرائيل تعارض وتعتبر ذلك انتصاراً لـ"حزب الله". هل هناك خطر من عودة النفوذ السوري الى لبنان؟ فالحكومة اللبنانية تضم وزراء يؤيدونها، الرئيس اللبناني وقائد الجيش من حلفائها. ومن جهة اخرى، سوريا اصبحت غير قادرة على التدخل في الحياة السياسية اللبنانية ما دام موقع حلفائها ضعيفا. من هنا أهمية اقتراح سلة حوافز أميركية على سوريا تكون احدى نتائجها فصل "حزب الله" عن مسار التغذية السوري. ومن دون ذلك، سيظلّ التطلع الى نظام شرق اوسطي جديد بعد الحرب مجرد حلم".