هذه الكلمات ليست لأي فنان مصري او فنانة مصرية، فهي لم تكن لعادل امام او سمير غانم ولا هي لجورج سيدهم او محمد صبحي، ولا حتى لسيد زيان الذي قال في إحدى مسرحياته " الطشت قالي قومي استحمي".. كما أنها لم تخرج من افواه سهير البابلي و شويكار أو المرحومة سعاد حسني.. وهي ايضاً ليست من كلمات مسرحية مدرسة المشاغبين التي اصبح مؤلفها علي سالم أكبر مشاغب عربي متصهين مع سبق الإصرار. ويقال انه صار يرسم صورة استسلام مصر لكمب ديفيد بالفول والزيت.. وبدل قنابل الجيش المصري بالطعمية المصرية اي بالفلافل الفلسطينية والصواريخ المصرية بالنقانق اللبنانية... الكلمات اعلاه وان كانت توحي بشارعيتها وطابعها الحارتي فانها ليست مأخوذة ولا هي منقولة من أي من المسرحيات المصرية الكوميدية. ولا هي من الفاظ اي من الممثلين المصريين الذين اعلنوا منذ زيارة السادات الى القدس المحتلة وقيامه بالصلح مع الاحتلال الصهيوني موقفهم الرافض للتطبيع والاستسلام. ومنهم من استقال من مهامه كسفير نوايا حسنة للأمم المتحدة، كما فعل حسين فهمي احتجاجا على موقف الامم المتحدة السيء والجبان. ومنهم من قرر التوجه الى بيروت للصمود والمقاومة كما سمعنا من الممثلة رغدة. التي سارت على طريق ناديا لطفي ونور الشريف، حين حضرا من قاهرة المعتز وعبد الناصر وصلاح الدين الى بيروت المحاصرة سنة 1982 للتضامن مع شعبي لبنان وفلسطين.

بما ان هؤلاء كلهم لا تربطهم صلة بالجملة اعلاه والتي هي مصرية مائة بالمائة، يصبح من حق القارئ ان يسأل عن صاحب الكلمات " دى خسارة كبيرة .. خسارة لاسرائيل .. وخسارة للبتاع ده"..؟ صاحب تلك الكلمات هو بكل بساطة الرئيس المصري محمد حسني مبارك ، الذي لم يمر عليه في حياته مشروع امريكي إلا وكان من رواده الأوائل وحراسه المؤتمنين. والرئيس المصري قال جملته تلك في حديث صحفي. وهو قصد بها حزب الله اللبناني العربي المقاوم، هذا الحزب الذي بمقاومته انتقم لشهداء الجيش العربي المصري ، للاسرى المصريين الذين تم دفنهم احياء تحت رمل صحراء سيناء الحارق. ولاطفال مدرسة بحر البقر. ولكل شهداء مصر العربية القومية التي قادها الزعيم عبد الناصر نحو المقاومة والحرية. لا مصر كمب ديفيد الساداتية المباركية. حزب الله في معركته الكبرى ، معركته لأجل الأمة ، نيابة عن جيوش وحكومات ودول غائبة. دول تلف وتدور في الفلك الصهيوني الأمريكي. دول لها أسرى في سجون الاحتلال ولم تستطع تحريرهم بالرغم من معاهدات كمب يفيد ووادي عربة واوسلو والخ..

هل من المعقول ان يتلفظ رئيس عربي اصبح فوق سن التقاعد منذ فترة طويلة بمثل هذه الألفاظ التي لا نسمعها سوى على شوارع وفي أزقة القاهرة، وكذلك في افلام الكوميديا والمسرحيات الكوميدية؟ فلو كان الرئيس المصري شابا بعمر حليفه الاساسي وريث العرش الاردني الملك عبدالله ، لقلنا لا يجوز. لكن الرئيس عجوز ودخل او سيدخل قريباً في العقد الثامن من عمره.. اي انه محنك ومجرب ، يعني لا يمكن له ان يغلط ويرتكب غلطة او حماقة.. وهذا يعني إما أن الرئيس المصري ارتكب فعلا حماقة أو أنه قصد ما قاله بكل استكبار ولامبالاة وبدون احترام للحزب العظيم. وقد يكون الأخطر في تصريحات الرئيس مبارك هو انه عبر عن رايه مستخدما تلك العبارات بدون وعي وذلك بسبب التقدم في السن وعامل الذاكرة. مما يعني انه لم يعد يركز وان لديه ضعف في التركيز والتحليل واستخدام العبارات والكلمات. في حال صح هذا التحليل فان على شعب مصر ان يطالب بانتخابات للرئاسة كي لا تصبح اكبر دولة عربية محكومة من قبل رئيس لا يفرق بين البتاع وحزب الله وبين كل انواع البتاتيع المصرية الكثيرة. والأخرى العربية الوفيرة. والى أن يصبج لدى العرب حكام منتخبون بصدق وحرية نقول للعرب قاطبة كل بتاع وانتم بتاتيع مباركة.