هناك اطراف لبنانية وعربية لا تحتمل من القول والمجاهرة بأن صمود المقاومة وحزب الله في وجه اسرائيل قد طال واستطال على اساس ان هؤلاء كانوا يتوقعون او يراهنون بأن اسرائيل ستكون قادرة على حسم المعركة مع حزب الله خلال ايام لا بل في غضون ساعات ولهذا السبب وبعد ان اقتربت الحرب من شهرها الاول دخل هؤلاء في مأزق كبير الامر الذي ارغمهم على تغيير مواقفهم ليس باتجاه دعم المقاومة اللبنانية بل بتكثيف الاتصالات السرية مع اسرائيل. وارسال الرسائل المشيفرة الى اولمرت حتى ان بعض المصادر كشفت بأن شخصيات لبنانية وعربية بارزة في هذا التيار او ذاك اجرى وتجري اتصالات هاتفية مباشرة مع ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت في القدس المحتلة للاستفسار عن الفترة المتبقية لإنتهاء هذه المواجهة. وقد نصح احدهم اولمرت بضرورة الاستمرار في هذه الحرب حتى القضاء نهائيا على حزب الله والمشكلة ان مثل هذه المعلومات او المواقف لم تعد تثير ردات الفعل الساقطة على مثل هؤلاء الحكام والقيادات السياسية لدرجة ان المواطن اللبناني او العربي اصبح يتعامل مع هذا الوضع بشيء من الاستكانة وهذا كله يشكل خطورة كبرى على المشهد القومي كله وعليه فإن هناك من يتوقع ان تشهد المنطقة سلسلة من الاحداث والتطورات الدراماتيكية في مرحلة ما بعد انتهاء العدوان الاسرائيلي - الاميركي على لبنان وقد تصل الى حد وقوع اضطرابات وانتفاضات شعبية وربما اغتيالات في بعض العواصم العربية كرد فعل طبيعي على المواقف العربية المتخاذلة وثمة مقاربة تاريخية تشير الى انه في اعقاب التخاذل العربي الذي تسبب بوقوع كارثة النكبة عام 1948 فإن العالم العربي تحول الى ساحة اضطراب كبرى وكانت النتيجة سلسلة من الانقلابات العسكرية والثورات الشعبية واغتيالات لقيادات وشخصيات جرى تحميلها مسؤولية ما جرى.

وبالتالي فإن القانون الطبيعي للشعوب يقود الى الاستنتاج بأن الساحة العربية ستدخل في دائرة الفوضى الشاملة خلال المرحلة القادمة.