الديار
لافروف يؤيد بعد لقاء موسى المبادرة العربية في لبنان : عقد مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط بات ضرورة
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن يتيح لقاء زعماء حركتي فتح وحماس في مكة المكرمة وقف المواجهات الفلسطينية الداخلية، مجددا الدعوة لعقد مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط، وشاجبا التعرض للمقدسات الاسلامية في القدس المحتلة، ومبديا دعم بلاده لمدرة الجامعة العربية لحل الأزمة السياسية في لبنان.وأعلن لافروف في مؤتمر صحفي عقده في ختام مباحثاته مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في موسكو أمس عن تأييد موسكو لمبادرة الجامعة العربية الرامية لتسوية الوضع في لبنان. وقال «نحيّي دور الأمين العام لجامعة الدول العربية فيما يتعلق بالوضع في ان». وأشاد لافروف بدور موسى شخصيا والجامعة العربية معربا عن أمله بأن تساعد مبادرة الجامعة العربية على تحقيق تكاتف جميع الأطراف المعنية بالوضع في لبنان في أطر دستورية».وتعقيبا على الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لرأب الصدع بين الفرقاء الفلسطينيين قال لافروف ان الجانب الروسي دعم ويدعم دائماً الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية بين الفلسطينيين. واضاف «نحن متفقون علىورة دعم جهود الشعب الفلسطيني لتحقيق الوفاق الوطني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية». واعتبر وزير الخارجية الروسي أن عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط يعتبر القرار الأمثل لتحقيق تسوية الوضع في المنطقة. وأكد لافروف في ختام مباحثاته مع موسى، على ضرورة أن يولي مثل هذا المؤتمر اهتماما خاصا بمهمة تحقيق تسوية شاملة لقضية الشرق الأوسط.وذكر أن الحديث يجب ألا يدور حول التسوية الفلسطينية الإسرائيلية فحسب، بل وحول المسارين السوري واللبناني ايضا.ومن جانبه، أعلن موسى بأن الجامعة العربية تدعو الى مشاركة روسيا والولايات المتحدة واوروبا في مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط، وأكد على أهمية هذه الفكرة لأنها توحد جهود المجتمع الدولي مما يجب أن يؤدي بالتالي الى استئناف مفاوضات التسوية.وأشار موسى الى ضرورة إعداد الجدول اللازم لعقد مثل هذا المؤتمر من قبل هيئة الأمم المتحدة وبمشاركة روسـيا والولايات المتحدة وأوروبا.وعلق لافروف على مبادرة عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط والموقف السلبي لواشنطن من هذه المبادرة فقال: «سيكون مثل هذا المؤتمر مطلوبا من قبل المجتمع الدولي بما في ذلك أولئك الذين عارضوا هذه الفكرة قبل فترة قصيرة. إن الحياة نفسها تجبرنا على التحرك في هذا تجاه». وشدد لافروف على أن الجانب الروسي دعا في المباحثات مع موسى إلى إشراك بلدان المنطقة المؤثرة وجامعة الدول العربية، وكذلك أطراف النزاع في نشاط لجنة الوسطاء الدوليين الأربعة المشكلة حاليا من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة.وتعليقا على تداعيات الوضع الحالي المتعلق بقيام الاحتلال الاسرائيلي بأعمال تنقيب قرب المسجد الاقصى في القدس الشريف، اعلن لافروف بأن الاستفزازات الموجهة نحو المقدسات الدينية غير مقبولة، وخاصة في مدينة كالقدس.من جهة ثانية، رأى وزير الخارجية الروسي ان تغيير الوضع السلبي الحالي في العراق لن يتحقق الامن خلال بذل جهود مشتركة من جانب المجتمع الدولي. وقال «نحن مقتنعون بضرورة توحيد الجهود من اجل كسر التوجه السلبي الحالي في العراق الذي يقلقنا بشكل كبير». واضاف :«يتب الوضع الحالي بذل الجهود التي تتيح تحريك مهمة تحقيق المصالحة الوطنية بمشاركة جميع القوى السياسية العراقية، وفي ظل دعم من جميع جيران العراق والمنظمات الاقليمية وجامعة الدول العربية وهيئة الامم المتحدة»وقد نوقشت خلال مباحثات موسى مع لافروف في موسكو مجموعة واسعة من القضايا بما فيها موضوع الشرق الاوسط وبالتحديد التسوية العربية الاسرائيلية والوضع في لبنان وفي العراق. واشار وزير الخارجية الروسي الى ان «مواقف الطرفين متقاربة» من معظم القضايا.ومن المقرر ان يناقش موسى مع الرئيس فلاديمير بوتين وامين مجلس الامن الروسي ايغور ايفانوف مختلف جوانب التسوية في الشرق الاوسط والوضع في لبنان والعراق والاراضي الفلسطينية.في المقابل ردت الولايات المتحدة الاثنين على انتقادات وجهتها روسيا لسياساتها في الشرق الاوسط.وكان وزير الخارجية الروسي اكد بعد محادثات في واشنطن مع الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الاحد ان الادارة الاميركية الحالية هي «اصعب» شريك لموسكو، حسب ما نقلت وكالة انترفاكس للانباء. وقال ان روسيا «مثل اي بلد اخر تهتم باقامة علاقات جيدة ومتساوية وواضحة مع الولايات المتحدة».واضاف في مقابلة مع تلفزيون «كولتورا تي في» الاثنين «من الصعب بناء مثل هذه العلاقات اعتقد ان هذا شريك يصعب التعامل معه وربما يكون الاصعب». ورد المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك بالقول انه يعتبر تصريحات لافروف مديحا. وقال ماكورماك ردا على سؤال للصحافيين حول تصريحات لافروف «نتمسك بما نعتقد انه الصواب ونتمسك بالمبدأ وندافع عن مصالحنا القومية وعن الدفاع عن الحرية والديموقراطية». وقال «اذا كان ذلك يجعل منا شريكا تفاوضيا صعبا فاعتقد فاننا نعتبر ذلك وسام شرف». ووصف لافروف بانه «مدافع صعب عن مصالح بلاده القومية».