النهار

خامنئي: الردّ على هجوم سيكون في كل مكان
رفسنجاني: المشاكل في العراق ستتضاعف 10 مرات

رسالتان، وربما ثلاث رسائل، وجهتها ايران امس إلى الولايات المتحدة. الأولى استمرار مناورات الحرس الثوري باختبار نوع جديد من صواريخ ارض - بحر يبلغ مداه 350 كيلومتراً وتهديد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الادارة الاميركية باستهداف مصالحها "في كل مكان من العالم" في حال مهاجمتها بلاده، والثانية التلويح بزيادة الأوضاع في العراق تعقيداً "عشر مرات" وزيادة التوتر المذهبي في المنطقة، والثالثة إعلان كشف شبكة تجسس اميركية - اسرائيلية على ايران. وفي حين اتسمت الرسائل الإيرانية بالتصعيد، اكتفت واشنطن بتقليل شأن المناورات وتصريحات خامنئي والتأكيد ان لا غزو أميركياً لإيران. وكل هذا بالتزامن مع زيارة مبعوث خامنئي ومستشاره وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي لموسكو التي دعت الى حل سلمي للملف النووي الايراني.
وقال خامنئي أمام قادة سلاح الجو: "يجب ألا يتملكنا الخوف من الشائعات عن هجوم اميركي على ايران لأن الولايات المتحدة هاجمت ايران من قبل... الاعداء يعرفون ان اي اعتداء سيكون الرد عليه برد شامل من كل طوائف الشعب الايراني على المعتدين ومصالحهم في كل مكان من العالم. ونعتقد أن احدا لن يرتكب حماقة كهذه او يعرض مصالح بلاده للخطر". واضاف: "البعض يقول إن الرئيس الاميركي (جورج بوش) ليس رجل حسابات ولا يدرس عواقب أفعاله، ولكن يمكن مع ذلك إعادته الى الصواب". وشدد على ان "الخبراء والسياسيين الاميركيين يعرفون تماماً ان الشعب الايراني لن يترك اي عدوان يمر من دون رد".
وكان بوش أجاز للجنود الأميركيين في العراق استخدام القوة ضد اي ايرانيين يشتبه في تورطهم في أعمال العنف في العراق.
وتطرق خامنئي الى الشائعات عن مرضه او وفاته، فرأى ان هدفها "إضعاف معنويات الشعب، ولكن عليهم ان يدركوا انهم يواجهون شعباً وليس شخصاً واحداً. الشعب سيخرج في 11 شباط (ذكرى الثورة الاسلامية) ليؤكد تصميمه على الدفاع عن الاسلام وايران".
ومواقف المرشد الأعلى رددها في مدينة قم الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني الذي حذر من ان اي هجوم اميركي "سيكلف (الاميركيين) غالياً. وفي حال الهجوم على ايران، ستتضاعف مشاكل (الولايات المتحدة) في العراق عشر مرات".
وتزامنت مواقف الزعيمين الإيرانيين مع صدور مقال للمندوب الايراني لدى الأمم المتحدة السفير جواد ظريف في صحيفة "النيويورك تايمس"، نبه فيه الولايات المتحدة الى أن جهودها لعزل بلاده أو استخدامها "كبش محرقة" سترتد عليها، وسيزداد التوتر المذهبي في الشرق الأوسط، وخصوصاً في العراق. ولاحظ ان محاولات الإدارة الأميركية لاختلاق تهديدات جديدة "كما هي الحال مع ايران، يمكن ان توفر تغطية داخلية موقتة لفشل الإدارة الاميركية في العراق، لكنها لا تحل أي مشكلة... بل تعقد الأمور بفبركة أدلة على النشاطات الإيرانية في العراق".
كذلك ندد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني بـ"التصريحات الوقحة والمخالفة للأعراف الديبلوماسية التي ادلى بها (رئيس الوزراء البريطاني طوني) بلير والنابعة من تطرفه والتي ليست لها اي قيمة". وهو كان اتهم طهران بالاضطلاع بدور "تخريبي خلال المفاوضات النووية بين ايران" وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وانتقد مسؤول آخر في وزارة الخارجية الايرانية حديث الرئيس المصري حسني مبارك عن "السلاح النووي" الإيراني في مؤتمره الصحافي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

تجسس

على صعيد آخر، تحدث وزير الأمن الإيراني غلام حسين محسني ايجائي عن تعرف السلطات الإيرانية على مئة جاسوس "على اتصال مباشر مع أجهزة التجسس الأميركية والصهيونية، (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية) "السي آي إي" و(الاستخبارات الاسرائيلية) "الموساد"، وكانوا يهدفون الى دخول البلاد للحصول على معلومات عسكرية وسياسية عن إيران". واشار الى مشاريع لتدريب عناصر على التجسس على إيران، مؤكداً "التعرف على كل الأشخاص الذين كانوا ينوون المشاركة في هذه الدورات التدريبية في الخارج واعتقالهم".
واستبعد هو أيضاً شن هجوم اميركي على بلاده، قائلا ان "كل هذه التهديدات تدخل في إطار الحرب النفسية".

مناورات

في غضون ذلك، واصل الحرس الثوري "الباسدران" مناوراته باختبار صاروخ "رعد" من طراز ارض - بحر يبلغ مداه 350 كيلومتراً. وعرض التلفزيون الايراني مشاهد للاختبار.
وقال الرجل الثاني في القوات البرية للحرس الثوري الاميرال علي فدائي إن "هذه الصواريخ الاستراتيجية ارض - بحر من نوع "اس اس ان 4" قادرة على تدمير البوارج الكبيرة ويسمح مداها بالوصول الى كل النقاط في الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عُمان وشمال المحيط الهندي". وكانت ايران اختبرت بنجاح الأربعاء نظام الدفاع الروسي "تور – ام 1" الذي تسلمته قبل اقل من شهر من موسكو.
وأكد قائد سلاح الجو التابع للحرس الثوري الجنرال حسين سلامي وقوع السفن الحربية الأجنبية فى الخليج في مرمى الصواريخ الإيرانية.

واشنطن

ورداً على التصعيد الإيراني، صرح الناطق باسم البيت الابيض طوني سنو: "قلتها وقالها وزير الدفاع (روبرت غيتس) وقالها الرئيس. لن نغزو ايران". واكد ان المناورات لا تشكل "تهديداً مباشراً لسفننا الحربية"، وخصوصاً بعد قرار بوش إرسال حاملة طائرات ثانية إلى الخليج واعلان نشر صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ.
وعلق الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي غوردون جوندرو على تصريحات خامنئي بأنه "يدلي بها من وقت إلى آخر من دون استفزاز مسبق، ونحن نأمل بالتأكيد في ألا تكون موجهة الى الولايات المتحدة لان الرئيس بوش اوضح ان لا نية لدينا لخوض حرب مع ايران".
وفي وقت لاحق، كرر غيتس تصريحاته السابقة بأن لا نية لمهاجمة ايران.
كذلك شددت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس على أن إدارتها لا تنوي ضرب إيران عسكرياً، مبدية استعدادا للحوار مع طهران حالما يبدي الإيرانيون استعداداً لتعليق تخصيب الأورانيوم. وهي كانت تتحدث الأربعاء أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب.

الملف النووي

وفي مقره في نوفو - اوغاريفو قرب موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امام ولايتي الى حل سياسي للأزمة النووية الايرانية، وخصوصاً من طريق الحوار الروسي - الايراني. وقال: "نعَوّل كثيراً على مواصلة تطوير علاقاتنا مع الشعب الايراني في المجالين السياسي والاقتصادي، من طريق حل مشاكل معقدة وخصوصاً في المجال النووي".
وقال ولايتي ان "الخطوة التي يقوم بها الرئيس الروسي حيال ايران جديرة بالاهتمام وحكيمة ونعتبرها ايجابية جداً وبناءة". وأشار إلى انه نقل جواباً رسمياً عن الرسالة التي كان بوتين بعث بها إلى المسؤولين الإيرانيين بواسطة امين المجلس الأعلى للأمن القومي الروسي ايغور ايفانوف الذي زار طهران قبل أكثر من أسبوع.
وشملت محادثات ولايتي في موسكو متابعة قضية بناء المفاعل النووي في بوشهر. وشدد وزير الخارجية سيرغي لافروف على ضرورة التوصل إلى "حل تفاوضي للبرنامج النووي... استناداً الى القانون الدولي ومن خلال الارادة الطيبة".
وفي بروكسيل، أبدى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا استعداده للقاء أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني في المؤتمر الأمني في ميونيخ.