الخليج

على الرغم من القضايا المهمة التي بحثها وزير الخارجية عبدالله غول مع المسؤولين الأمريكيين، ومنهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، إلا أن وسائل الاعلام أبرزت موضوعين أساسيين في هذه المباحثات وهما المجازر الأرمنية والعمل المشترك ضد حزب العمال الكردستاني التركي. وأثبت الأمريكان ذكاءهم مرة أخرى عندما قالوا إنهم وراء حملة الاعتقالات التي استهدفت بعض عناصر وقيادات الحزب المذكور في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا، وصادفت زيارة غول إلى واشنطن، في الوقت الذي كرر فيه غول دعوته للادارة الامريكية حتى تلقي خطوات أكثر عملية وفعالية ضد عناصر الكردستاني التركي الموجودين شمال العراق، بعد أن رفض مسؤولون أمريكيون أي عمل عسكري تركي منفرد ضد هؤلاء دون التنسيق والتعاون مع حكومة اقليم كردستان العراق.

المتحدث باسم الخارجية الامريكية شين ماك كورماك قال إن البيت الأبيض لا يستطيع التدخل في موقف الكونجرس من القضية الأرمنية وان أعضاء الكونجرس أحرار في اتخاذ أي قرار يرونه مناسبا، وربما في اشارة منه إلى تصريحات رئيس الوزراء أردوغان الذي قال ان أعضاء البرلمان كانوا أحراراً عندما رفضوا في مارس/آذار 2003 نشر القوات الأمريكية في تركيا إبان الحرب على العراق. كما جاءت أقوال ماك كورماك هذه رداً على تصريحات الوزير غول وحمل واشنطن مسؤولية الاضرار البالغة التي ستلحق بالعلاقات التركية - الأمريكية في حالة مصادقة الكونجرس الأمريكي على مشروع القرار الأرمني.

في الوقت الذي يعرف فيه الجميع أن اللوبي اليهودي هو الأكثر قوة وتأثيراً في قرار الكونجرس، الذي سيشهد منافسة جدية بين هذا اللوبي واللوبي الأرمني الذي وعدته بلوسي بإصدار مثل هذا القانون الذي سيقر بالمجازر الأرمنية ويطالب تركيا بالاعتذار من الأرمن. وهو ما فعلته برلمانات 19 دولة حتى الآن بالاضافة إلى برلمانات 27 من الولايات الفيدرالية الأمريكية. ويستغل اللوبي اليهودي دوره هذا في علاقاته مع أنقرة التي اضطرت، وتضطر دائماً للرضوخ لمطالب المنظمات اليهودية في أمريكا والتي تشترط على أنقرة تطوير العلاقات مع “إسرائيل” والتنسيق والتعاون مع تل أبيب في ما يتعلق بالقضايا الاقليمية وفي مقدمتها موضوع فلسطين وسوريا وإيران ولبنان.

ودون أن يتذكر أحد في أنقرة أن منظمات اللوبي اليهودي التي رهنت القرار السياسي التركي تتضامن مع الأتراك لمصالحها هي وليس للدفاع عن تركيا. فقد أعترف أحد قادة هذا اللوبي في حديثه لجوناري جيوا أوغلو في صحيفة مللييات أن اللوبي اليهودي لا، ولن يقبل لأي جهة أخرى أن تشارك اليهود في موضوع المجازر. أي أن اليهود يريدون للعالم أجمع أن يعترف ويقبل بأن الشعب اليهودي هو الوحيد الذي تعرض للتطهير العرقي باعتبار أن اليهود عرق وقومية.