الوطن القطرية / محمد ظروف

لا احد يستطيع الغاء ادوار الآخرين في منطقة الشرق الاوسط حتى لو كانت الولايات المتحدة الاميركية نفسها بكل جبروتها وقوتها السياسية والعسكرية والاقتصاصدية! ذلك ان واشنطن حاولت خلال السنوات الماضية مصادرة دور سوريا الاقليمي ووصل الامر الى حد محاولة فرض عزلة دولية واقليمية شاملة على دمشق وصدرت تعليمات من وزيرة الخارجية الاميركية- كوندوليزا رايس- الى عدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي بمقاطعة سوريا وعدم اجراء اي اتصال او حوار معها بأمل ان تؤدي هذه السياسة الى اضعاف دمشق وتهميش دورها على مستوى المنطقة.

ولكن الذي حدث هو العكس تماما بدليل ان الادارة الاميركية نفسها تجري حاليا اتصالات مع القيادة السورية لا بل ان هناك تأكيدات بأن موفدين عن هذه الادارة قد زاروا دمشق مؤخرا وطلبوا مساعدتها لضبط الوضع الامني والسياسي في العراق!

وعندما ترتفع الاصوات داخل مؤسسة الكونغرس مطالبة بفتح باب الحوار السياسي مع دمشق فان هذا تعبير واضح عن وجود حاجة ماسة بالنسبة لادارة بوش لاقامة علاقة اتصال ما مع سوريا وذلك بصرف النظر عن موقف هذه الادارة من نظام دمشق ودوره الاقليمي وبالتالي فانه يصبح امرا ملزما للرئيس الاميركي ان يعترف صراحة بأن اخفاق مشروعه في العراق كان بسبب رفض سوريا لهذا المشروع ومقاومته الى جانب القوى الاقليمية الاخرى.

وحتى لا تسقط الادارة الاميركية في وحل هزيمة سياسية جديدة يتوجب عليها ان تتحرك- في الاتجاه الصحيح- وان تعيد النظر بمجمل استراتيجيتها سواء في العراق او لبنان او فلسطين والمسألة ليست مجرد تمنيات او عواطف سياسية بل هي معطيات لا يمكن للولايات المتحدة تجاهلها على الاطلاق.