النهار
كاتشينسكي: روسيا تريد استعادة السيطرة على بولونيا

جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس قلق موسكو من خطط واشنطن الخاصة بنشر عناصر من منظومة الدفاع المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية وخصوصا في بولونيا والجمهورية التشيكية، في حين رأى رئيس الوزراء البولوني ياروسلاف كاتشينسكي ان الاعتراض الروسي ينبع من رغبة موسكو في استعادة السيطرة على بلاده.
ونقلت وكالات روسية للأنباء عن لافروف في كلمة أمام طلاب جامعة موسكو اللغوية: "نحن قلقون من الخطط الخاصة بنشر عناصر المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا، والحال المتأزمة التي تمر بها معاهدة الحد من القوات المسلحة التقليدية في أوروبا"، مشيرا الى أن توسع حلف شمال الأطلسي لا يساعد على تعزيز الثقة المتبادلة.
وأفاد أن اقتراب البنى التحتية العسكرية للحلف من الحدود الروسية يثير قلق موسكو أيضا. وقال: "ما يجري في العالم حاليا لا يعني ان الحديث يدور عن نوع جديد من الحرب الباردة ... كما يبقى نهجنا السياسي الخارجي ثابتا، ويتمثل في توفير الظروف المناسبة للتحولات الداخلية (في روسيا) ... والمبادئ الأساسية لديبلوماسيتنا تكمن في البراغماتية وليس الايديولوجيا، وتعدد التوجهات وليس التحالفات المغلقة، والدفاع عن مصالحنا الوطنية من دون الدخول في مواجهات".
ورأى في السعي الى بناء نظام عالمي أحادي القطب تهديدا للأمن الدولي ومحفزا على سباق التسلح. وقال " لم يبد مشروع النظام العالمي الأحادي القطب غير مقبول لغالبية أعضاء المجتمع الدولي فحسب، بل أثبت عجزه وعدم قدرته على البقاء أيضا".
واوضح ان روسيا سترد على التهديدات التي قد توجه الى أمنها رداً متزناً ولن تسمح لنفسها بالانجرار في مواجهة مع الآخرين، مشددا على ضرورة ان يختار المجتمع الدولي بين سباق التسلح وحل المشاكل الموروثة من الماضي. وقال: "باتت روسيا القوية والواثقة من نفسها عاملا إيجابيا لما في العالم. وبدا هذا التطور للكثيرين في الخارج مفاجأة، ومفاجأة غير سارة للبعض، على رغم ان روسيا تدافع عن مصالحها كما يفعل الآخرون ... ومستعدة للانتظار الى ان يفهم شركاؤها ان التعاون مع روسيا لا يمكن أن يجري إلا على أساس التكافؤ والاحترام المتبادل للمصالح".

كاتشينسكي

وفي فرصوفيا، رد كاتشينسكي على تهديدات موسكو قائلا في حديث اذاعي: " بكل وضوح ... انها لا تتعلق بامن روسيا، ذلك ان الدرع الصاروخية لا يمكن باي شكل ان تعرض سلامة روسيا للخطر ... الامر يتعلق بموقع بولونيا وبرغبة روسيا في ان تكون هذه المنطقة، وبتعبير آخر بولونيا، مرة أخرى في الفلك الروسي". واضاف: " من اللحظة التي تنشر فيها هذه القواعد ولعقود مديدة، ان فرص حصول ذلك هي معدومة".

شتاينماير

وفي برلين ، اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير انه كان يتعين على واشنطن إجراء مزيد من المشاورات مع روسيا في شأن خططها لنشر منظومة دفاع صاروخي في أوروبا الشرقية.
وقال في مقابلة نشرتها صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية انه " كان يتوجب التحدث مع روسيا في وقت مبكر حيث ان مواقع الصواريخ التي ستنشر قريبة من روسيا ... نظرا الى الطبيعة الإستراتيجية لمثل هذه المشاريع ، أدعو الى مقاربة حكيمة وحوار مكثف مع كل الشركاء الذين سيتأثرون على نحو مباشر أو غير مباشر". ورفض ان تكون الصواريخ الايرانية تشكل تهديدا، اذ ان طهران لا تمتلك التقنية اللازمة لشن هجوم.
وكانت ألمانيا أعلنت سابقا دعمها لفكرة الصواريخ الأميركية. ولم تتخذ حكومتا براغ وفرصوفيا قرارا رسميا بعد لكنهما ، على عكس الرأي العام فيهما ، تتخذان موقفا ايجابيا من الخطة الأميركية.