هآرتس

أكدت صحيفة “هآرتس” العبرية أمس، أن الحرب في العراق ألحقت أفدح الضرر بالولايات المتحدة، بما يتجاوز حدود البلد المحتل، ما أفقد واشنطن موقع “الطرف الأهم القادر على فرض حل” في الشرق الأوسط، وأشارت إلى أن أمريكا باتت تبحث لنفسها عن ملاذ للفرار حتى أصبح العراق “دولة ذات رافدين معروضة للتسليم العاجل” لأي كان. (!)

وقالت الصحيفة العبرية إن دولاً مثل بريطانيا ورومانيا وإيطاليا تعلن عن سحب قواتها من العراق لتبقى الولايات المتحدة وحدها، ومعها الحكومة العراقية “تتحملان الذنب والمسؤولية”. وذكرت الصحيفة أن واشنطن تبحث لنفسها عن ملاذ للفرار، وتبدو مستعدة للسماح لكل من يرغب بالحصول على سيطرة في العراق، ان ينال مراده، والمهم أن يستعجل، وأشارت إلى أن إيران “مرشحة طبيعية لفرض وصايتها على العراق”، وسوريا تحولت إلى ضيف ومضيف في آن مرغوب لدى العراقيين. وبسبب العجز الأمريكي نشأت “مخلوقات سياسية عجيبة وغريبة”، فالسعودية وإيران تتعاونان مع تركيا من أجل الحؤول دون انفراط الدولة العراقية، واعتبرت أن خطة هذه الدول الثلاث ناشئة من إدراك بأن واشنطن لم تعد قادرة على بذل أكثر مما بذلته، الأمر الذي يحتم إنشاء مظلة رعاية إقليمية عربية إسلامية بديلاً عنها.

ورأت الصحيفة أن أخطر ما في الأمر فقدان الولايات المتحدة لموقع الطرف الأهم القادر على معالجة قضايا المنطقة وفرض الحل. وأشارت إلى أن واشنطن لم تعد شريكة فيما يحدث في لبنان، وهي تفسح المجال أمام السعودية وإيران لمعالجة هذا الملف، كما أنها مرت مرور الكرام بين “إسرائيل” والفلسطينيين مع الثرثرة بشيء ما حول خريطة الطريق، فضلاً عن البحث عن شركاء نشطين في العراق يتولون القضية. وسخرت “هآرتس” من الإدارة الأمريكية التي ترى في إيران “مهدداً خطيراً”، لكنها لا تستطيع ردعه أو إخافته.

وأشارت الصحيفة إلى النسر الروسي الذي بات يحلق فوق منطقة تغص بالجثث، في تلميح واضح إلى الترحيب الحار الذي لقيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعودية، وتأثيره الهائل في دمشق، وامتلاكه حق الفيتو ضد العقوبات على إيران. وخلصت “هآرتس” إلى أن العراق كشف اضمحلال قوة عظمى (أمريكا) وبزوغ قوة جديدة (روسيا).