اعتبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي امس الجمعة في ختام لقاء مع نظيره القطري ان العراق بات “على وشك التقسيم”، وقال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إن بلاده متفائلة نسبيا بنجاح الاجتماع الدولي الذي يستهدف تحقيق الاستقرار في العراق، لكنه قال إن الكثير سيتوقف على توجه الولايات المتحدة، واكد السفير العراقي في واشنطن ان سوريا يمكن ان تفعل الكثير لمنع مرور الارهابيين عبر الحدود، وأعرب رجل دين تابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية عن أمله في ان ينجح المؤتمر في وقف اعمال العنف في البلاد.

وقال دوست بلازي في مؤتمر صحافي عقب محادثات أجراها مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني “نحن بالطبع متفقون على استنتاج مؤسف: اننا على وشك التقسيم. ثمة اليوم وضع من انعدام الاستقرار الاقليمي”. وردد ان “الحل الوحيد” يكمن في “انسحاب القوات الدولية (. . ) بحلول 2008” وفي “إعادة دولة القانون”.

من جهته قال وزير الخارجية القطري “حتى المسؤولين العراقيين غير قادرين في الوقت الحاضر على التخطيط لأي شيء بالنسبة للعراق. لا مجال للكلام عن خطة في الوقت الحاضر”. واشار الى “الفوضى” المنتشرة في العراق. وأضاف “بالطبع، ان دول الجوار قد تساعد وقد لا تساعد، لكن على العراقيين ان يعتمدوا على انفسهم في المقام الاول في التصدي للميليشيات وطمأنة مجمل الشعب العراقي”.

ويشير هذا التصريح الى المؤتمر الدولي حول العراق المزمع عقده في العاشر من آذار/مارس في بغداد وقد دعيت اليه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) ودول الجوار وبينها ايران وسوريا.

وقال الشرع في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية نشرته امس الجمعة “إنني متفائل ولكني متفائل بقدر محسوب”. ومضى يقول “اجتماع بغداد شيء جيد حتى وإن جاء متأخرا بعض الشيء. كان ينبغي أن يعقد قبل عامين، الكثير يعتمد على ما يدور في رأس الإدارة الأمريكية”. وفي اشارة الى إن موافقة واشنطن على حضور الاجتماع لا تعني تغيير سياستها تجاه إيران وسوريا اللتين تتهمهما بإشعال العنف في العراق، قال الشرع انه يعتقد أن حضور الولايات المتحدة الاجتماع قد يشير إلى تغير في الموقف. وقال دون أن يخوض في التفاصيل “علي أن أقول إنني لاحظت بالفعل عناصر إيجابية”. وأضاف الشرع أن من مصلحة سوريا أن ترى الهدوء يسود في العراق، وحذر من أن الوضع قد يزداد سوءا. وشدد بالقول “الوضع هناك فوضوي وينفلت. يجب أن يكون المرء حذرا للغاية لأن القضايا المهمة مطروحة”. وذكر ان سوريا لديها اتصالات مع الحكومة ومع جماعات المعارضة في العراق لكنها لا تنحاز لأحد “لأنه لا يمكنك لعب دور الوسيط إذا انحزت لأي من الطرفين. وإذا تغيرت الأجواء فإن ذلك سيشجعنا على بذل مجهود أكبر”.

واوضح المتحدث باسم الخارجية الامريكية شون ماكورماك، أن رئيسة قسم شؤون اللاجئين بالوزارة، الين سوربري، ستسافر إلى سوريا ودول أخرى بصحبة ممثل عن منظمة الاغاثة الانسانية التابعة للامم المتحدة، لمناقشة وضع اللاجئين العراقيين في سوريا مع الحكومة السورية وغيرها من حكومات المنطقة. وأضاف أن هذه الزيارة لسوريا لن تكون بشكل متبادل بين الولايات المتحدة وسوريا، وقال إن هذه الزيارة إنسانية، وليست ثنائية وان المسؤولة الامريكية قد تلتقي مسؤولين سوريين مع ممثل المفوضية العليا للاجئين. وشدد على ان المسؤولة لن تتطرق باي حال الى الخلاف بين البلدين او الموضوع اللبناني.

من جهته اكد السفير العراقي لدى الامم المتحدة حامد البياتي ان سوريا يمكن ان تلعب دورا مهما جدا في تحسين الامن في العراق، واشار الى ان دمشق اوقفت عددا من المقاتلين الذين كانوا يعتزمون التسلل الى العراق، واعرب عن امله ان تفعل سوريا المزيد.

ورحب خطيب الجمعة في النجف صدر الدين القبانجي بعقد المؤتمر الدولي حول العراق في بغداد واعتبر مجرد عقد المؤتمر في بغداد امرا ذا دلالة. وأعرب عن أمله ان يتمخض المؤتمر عن موقف موحد لدعم العراق والعملية السياسية وعدم التدخل في الشان الداخلي العراقي.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)