الوطن القطرية / محمد ظروف

إعلان العقيد معمر القذافي مقاطعته للقمة العربية المرتقبة في الرياض، يشكل أول مسمار يدق في صندوق هذه القمة المفتوحة على كل الاحتمالات! ذلك ان القذافي، لن يكون هو الرئيس العربي الوحيد، الذي سيقاطع القمة، بل هناك قائمة بأسماء عدة رؤساء وملوك، قد يقاطعون القمة، ولكل أسباب خاصة به.

وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على فقدان مؤسسة القمة العربية، للكثير من مقومات - حتى الاستمرار - إذ يخشى البعض ان نصل إلى يوم قريب، يصبح فيه امرا متعذرا عقد اي قمة عربية، لا عادية ولا طارئة .. والسبب ان العمل العربي المشترك، ليس في تراجع فحسب، بل هو في حالة انهيار وشلل تامين لدرجة بات يمكن الحديث معها عن محاور وتكتلات عربية، في مواجهة بعضها بعضا، بدل ان يكون هناك محور أو موقف عربي واحد وموحد.

وتبدو وجهة النظر الداعية إلى توسيع دائرة الجامعة العربية، باتجاه ضم دول إقليمية اسلامية بارزة إلى عضويتها، مثل ايران وتركيا، على درجة من الاهمية والمنطقية، لأن الوضع العربي، هو وضع اقليمي بكل ابعاده وتفاعلاته وتداخلاته، وبالتالي فان من الضروري، ان تناقش قمة الرياض هذه المسألة بجدية واهتمام، اي موضوع توسيع نطاق الجامعة العربية، وتعديل الميثاق، بما يسمح بتحويلها إلى منظمة اقليمية، باعتبار ان انضمام ايران وتركيا إلى الجامعة، سيجعل منها اكثر قدرة على لعب دور اكبر وأقوى، في حل المشكلات القائمة، والتصدي للازمات الطارئة.

لقد حان الوقت، لكي يعيد العرب النظر بالكثير من المفاهيم والمسلمات التي اعتادوا عليها طيلة العقود الماضية، وبان مصلحتهم ان يفكروا جديا، ويبحثوا عن آليات جديدة، لزيادة حراكهم السياسي والاقتصادي، وتفعيل دورهم في أحداث الصراع، وهذا لا يمكن ان يتحقق، إلا من خلال توسيع نطاق مؤسسة الجامعة باتجاه كل من إيران وتركيا.