الاتحاد

انقسامات داخل "فتح" و"حماس"... وفرصة للسلام في القمة العربية

تجديد التأكيد على مبادرة السلام العربية في قمة الرياض المقبلة، والصراعات الداخلية بين أجنحة "فتح"، ومغادرة مسؤولين من "حماس" إلى دمشق احتجاجاً على اتفاق مكة، والنظرة العالمية السلبية تجاه إسرائيل... قضايا نعرض لها ضمن جولتنا الأسبوعية في الصحافة الإسرائيلية.


"فرصة جديدة للسلام": تناولت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي قرار السعودية القاضي بمناقشة المبادرة العربية للسلام التي سبق وأن طرحت في قمة بيروت عام 2002 خلال قمة الجامعة العربية المقبلة التي ستعقد أواخر الشهر الحالي. هذا القرار الذي تعتبره الصحيفة فرصة جديدة لإحياء عملية السلام بين إسرائيل وجيرانها، وتدعيم محور الاعتدال في الشرق الأوسط ضد التهديد النووي الإيراني المتصاعد في المنطقة. وتُذكر الصحيفة بالمبادرة الأصلية للسلام التي تبنتها الدول العربية في قمة بيروت والقائمة على صيغة بسيطة: انسحاب إسرائيلي شامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس مقابل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي. لكن ومنذ ذلك الحين تم إدخال مجموعة من التعديلات على نص المبادرة الأصلية، بحيث تم تحديد خط الرابع من حزيران 1967 باعتباره الحدود التي يتعين على إسرائيل الانسحاب إليها، فضلاً عن إضافة بند خاص باللاجئين يدعو إلى "حل عادل ومتفق عليه" لقضيتهم. ورغم التحفظات التي أبداها أرييل شارون على المبادرة العربية للسلام، نوه إيهود أولمرت في الشهور الأخيرة إلى وجود "عناصر إيجابية" في المبادرة. وتشير الصحيفة إلى الظروف المستجدة التي حتمت التأكيد على المبادرة العربية للسلام بعد حرب إسرائيل ضد لبنان، وتصريحات محمود أحمدي نجاد بمحو إسرائيل من الخريطة. لكن الأهم من ذلك، حسب الصحيفة، هو الانشغال المشترك لدى إسرائيل والدول العربية المعتدلة في المنطقة بصعود التهديد الإيراني والرغبة التي تتقاسمها دول المنطقة في تجنيب الشرق الأوسط حرباً جديدة تعود بها عقوداَ إلى الوراء.

"صراعات داخلية تعصف بحركة فتح": نشرت صحيفة "هآرتس" يوم الثلاثاء تقريراً يتطرق إلى الانقسامات التي تشهدها حركة "فتح" والدائرة بين قياداتها البارزة، وهو ما يحول دون رصد صفوفها لمواجهة منافستها على السلطة، حركة "حماس". ويشير التقرير خصوصاً إلى الصراع المنصب حول من يفرض السيطرة على القاعدة الشعبية "لفتح" بين القيادي المعتقل مروان البرغوثي ورجل "فتح" القوي محمد دحلان. وفي هذا الإطار يتهم أنصار البرغوثي مؤيدي دحلان بالسعي إلى إبعادهم من موقع المسؤولية وتهميشهم داخل الأجهزة الرئيسية لحركة "فتح". والسبب حسب رأيهم هو خوف "دحلان" من أية منافسة قوية قد يبديها البرغوثي في المستقبل. وتأتي الأزمة التي اندلعت مؤخراً بين الجناحين داخل "فتح" عندما أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنشاء لجنة على مستوى القاعدة تابعة لقيادة "فتح" في الضفة الغربية لتدلل بشكل واضح على الانقسام داخل الحركة. فقد أقدم الرئيس الفلسطيني على تعيين حسين الشيخ، وهو وجه بارز في الحركة وأحد الخصوم المعروفين للبرغوثي كأمين عام اللجنة الجديدة. والأكثر من ذلك تم تعيين وجوه أخرى في لجنة القاعدة محسوبة على محمد دحلان مثل حاتم عبد القادر من القدس وجعفر هديد من رام الله، هذا في الوقت الذي يغيب فيه مسؤولون من أنصار البرغوثي. هذا ويشير التقرير أيضاً إلى انقسام آخر على مستوى أرفع هذه المرة بين الرئيس "أبومازن"، ورئيس الوزراء السابق أحمد قريع الذي لم توجه له دعوة لمرافقة وفد "فتح" إلى مكة.

"مسؤولان من "حماس" يستقران في سوريا": ورد في تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" يوم الثلاثاء أن اثنين من مسؤولي "حماس" البارزين غادرا إلى سوريا احتجاجاً منهما على قرار "حماس" بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع "فتح". وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين المذكورين هما وزير الداخلية سعيد صيام، والمتحدث باسم "حماس"، سامي أبو زهري اللذان عرف عنهما معارضتهما الشديدة لاتفاق مكة الذي تم التوصل إليه بين حركتي "فتح" و"حماس". وقد نقلت الصحيفة في هذا الإطار عن عضو المجلس التشريعي "جمال تيراوي" عن حركة "فتح" قوله "هناك انقسام داخل حركة "حماس"، فصيام وأبو زهري اللذان توجها إلى سوريا يمثلان الجناح "الراديكالي" داخل الحركة، بينما يمثل إسماعيل هنية وخالد مشعل الجناح المعتدل". هذه الانقسامات داخل حركة "حماس" التي تكبل إسماعيل هنية وتجعله عاجزاً عن اتخاذ قرارات حاسمة لا تقتصر فقط على "حماس"، بل تمتد أيضا إلى "فتح" التي تعاني هي الأخرى من صراعات داخلية، وإن كانت ذات طبيعة مختلفة. وحسب الصحيفة فإنه إذا استمرت الانقسامات داخل الحركتين معا فإن ذلك سيعيق جهود تشكيل الحكومة الجديدة التي بدأت بوادر فشلها تظهر في الأفق.

"العالم ينظر إلى إسرائيل وإيران بعيون سلبية": أوردت صحيفة "يديعوت أحرنوت" يوم الإثنين استطلاعا للرأي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية يشير إلى أن إسرائيل وإيران تتركان انطباعاً سيئاً لدى معظم الرأي العام الدولي، يتبعهما في ذلك كل من الولايات المتحدة، وكوريا الشمالية. فقد أبدى حوالي 56% من المستطلعة آراؤهم والبالغ عددهم 28 ألف شخص يتوزعون على 27 دولة نظرة سلبية واحدة على الأقل تجاه إسرائيل، بينما أعلن 27% أنهم يبدون نظرة إيجابية واحدة على الأقل إزاء الدولة العبرية. وفيما يتعلق بإيران أعرب 54% من المستجوبين أنهم ينظرون إلى إيران نظرة سلبية واحدة على الأقل، فيما أبدى 17% أنهم ينظرون نظرة إيجابية واحدة على الأقل تجاهها. وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة بعد إسرائيل وإيران، حيث عبر 51% من المستجوبين عن نظرة سلبية تجاهها، وانحصرت النظرة الإيجابية في نسبة 30% فقط. أما كوريا الشمالية فقد أعلن 48% من المستجوبين أنهم لا ينظرون بعين الرضا إلى الدولة الآسيوية، بينما أبدى 19% إعجابهم بها. وحول سبب تمتع بعض دول العالم بنظرة إيجابية دون غيرها مثل فرنسا وكندا أوردت الصحيفة رأي "ستيفين كال"، مدير برنامج مواقف السياسة الدولية بجامعة "ميريلاند" الأميركية الذي اعتبر أن "الناس عموماً يتبنون نظرة سلبية تجاه البلدان التي تلجأ إلى استخدام القوة، ويتعاطفون مع تلك التي تعطي الأولوية للقوة اللينة".