الديار
في معلومات خاصة لـ «الديار»، أن واشنطن طلبت من اسرائيل عدم نشر إفادة أولمرت كاملة عن حرب تموز التي نفذتها اسرائيل ضد لبنان، حيث أورد أولمرت في إفادته أسماء جهة عربية خارجية وافقت مع اسرائيل ولائحة بقيادات وشخصيات لبنانية تعهدت بأنه في حال حصول حادث عالخط الازرق وقيام اسرائيل بشن عدوان على لبنان، فإن هذه الشخصيات والقيادات اللبنانية ستستعمل كل طاقاتها السياسية ووسائل إعلامها ضد المقاومة اللبنانية وحزب الله عبر التنسيق مع الجهة العربية الخارجية.وتقول المعلومات ان واشنطن اعتبرت ان الأكثرية اللبنانية أصيبت بتراجع كبير في الفترة الاخيرة، واذا نشرت اسرائيل إفادة أولمرت كاملة عن اسماء الشخصيات اللبنانية التي تعهدت بمهاجمة المقاومة اعلامياً وتضخيم الحديث عن الاضرار وإلقاء تبعة المسؤولية على المقاوموذكر الجهة الخارجية العربية، فإن الأكثرية الحاكمة ستصاب بصدمة كبيرة أمام الرأي العام العالمي والعربي، كما أن مؤتمر القمة العربي في الرياض قد يصاب باهتزاز كبير ويتعرض للفشلويقول مصدر ديبلوماسي غربي لصحافي بريطاني بارز أن واشنطن تريد الاستفادة من مؤتمر القمة العربية في الرياض لتأمين جنودها في العراق، وتأمين حل سياسي يضمن قواعد أميركية في العراق وانسحاباً مشرفاً للجنود الاميركيين من المدن العراقية، على أن تساهم الدول العة في هذا الحل، ولذلك فإن واشنطن دعمت مساعي السعودية من أجل اتفاق مكة بين حماس وفتح، وايضاً دعمت واشنطن مساعي السعودية لحل الخلافات العراقية، كما دعمت واشنطن مساعي السعودية للتقارب مع إيران وتخفيف التوتر في المنطقة وخاصة إيجاد حل للأزمة اللبنانية.على هذا الاساس، طلبت واشنطن من اسرائيل عدم نشر كامل شهادة أولمرت، حيث يذكر رئيس الوزراء الاسرائيلي أن جهة عربية خليجية وان قيادات لبنانية وافقت على استعمال كل إعلامهـا لتـأليـب الـرأي العـام العـالمي والعـربي ضـد المقاومـة واستعمال خـطوات أخـرى لإضعالمقـاومة اللبـنانية أثـناء العدوان الاسرائيلي على لبنان تمهيداً لنزع سـلاح المـقاومة.وقد وافقت اسرائيل على حذف الفقرات من إفادة أولمرت على أن تنشر في التقرير النهائي في تموز أو ربما تبقى سرية.وستعمد اسرائيل بعد طلب واشنطن الى إصدار تقريرين داخلي وخارجي، حيث ستعمل لجنة التحقيق القائمة على أن يكون التقرير الخارجي متضمناً كل المعلومات مثل لجـنة كاهـانـا في مجزرة صبرا وشاتيلا، ويكون التقرير الداخلي مجتزءاً بحيـث يحمي أولمرت من السقوط.وفي القدس المحتلة، تتخوف مصادر اسرائيلية من أن تقوم إحدى الصحف الاسرائيلية أو جهات من نشر شهادة أولمرت كاملة إذا ما تسربت إفادة أولمرت الى صحيفتي هآرتز أو يديعوت أحرونوت من قبل حزب الليكود المخاصم حالياً لأولمرت لإضعاف رئيس الوزراء الاسرائيلي داخلياً ضمن الصراع السياسي داخل اسرائيل.
ردة فعل مسيحية
من جهة أخرى، أثارت ما كتبته «الديار» أمس في صفحتها الأولى للزميل مارون خليل ردود فعل في الأوساط المسيحية، وجاءت هذه الردود مؤيدة خصوصاً لجهة المطالبة بأن يكون للمسيحيين دور في القرار أو المشاركة في وضع القرار.ولفتت هذه الردود الى أنه كان من الضروري ان يشمل الاجتماع الذي حصل بين الرئيس بري والنائب سعد الحريري قيادات مسيحية، لأن مصير البلد يجب أن يكون القرار فيه لكل الطوائف، ولا يمكن استبعاد طائفة عن صنع القرار لأن ذلك يؤدي الى خلل في التوازن القائم والصيغةتوافقية التي جاءت في مقدمة الدستور اللبناني.
خيار التسوية
لحظت الساحة الداخلية خلال اليومين الماضيين تراجعاً في السجالات السياسية الحادة، وقد عزت أوساط سياسية مراقبة الأمر الى الاختراق الذي تحقق على صعيد الاتصالات بين فريقي الأكثرية والمعارضة خصوصاً الاجتماعين اللذين حصلا بين الرئيس بري والنائب سعد الحريري.وتوقعت مصادر نيابية أن يشهد الأسبوع المقبل إشارات ايجابية تؤكد على خيار التسوية عبر توسيع أطر الاجتماعات بين الموالاة والمعارضة، وطرح المواضيع الخلافية كافة.كما قالت ان هناك مناخاً لتثبيت الهدنة الحاصلة حالياً وسحب فتيل التصعيد. من جهتها، اعتبرت مصادر مطلعة ان هناك رغبة حقيقية وجدية في التوصل الى حل للأزمة اليوم قبل الغد، وأضافت ان لقاءات أخرى ستحصل لإنجاز خارطة طريق للحل، وان لم يكن هناك روزنامة زمنية محددة للحوار الذي بدأ، لكن هناك رغبة بالتوصل الى حل قبل انعقاد القمة العر. ونقلت أوساط الرئيس بري تفاؤلها بعد اللقاء، معتبرة ان النائب سعد الحريري يرغب بصدق في الوصول الى حل، وأشارت الى تراجع في السجالات السياسية، وهذا دليل على أن الأمور متجهة الى الحلحلة.وكشفت الأوساط ان الرئيس بري والنائب الحريري وضعا فريقي الأكثرية والمعارضة في تفاصيل ونتائج اللقائين.وفي حديث للرئيس بري قال اننا نستكشف المخارج للأزمة السياسية، وان اللقاءات المتسارعة هي ترجمة للرغبة في ان نذهب الى القمة العربية وتكون الأمور قد انتهت.وحذر الرئيس بري من بقاء الوضع على حاله واستمرار الأزمة، وقال ان ذلك سيضع مؤتمر باريس 3 في مهب الريح وعندئذ يحصل الانهيار.واعتبر الرئيس بري ان ايران والسعوية تساعدان على بلوغ حل للأزمة، ولفت الى الاتصالات التي بدأت بين السعودية وسوريا، وأضاف نريد ضمانات من كل الدنيا ولسنا ضد ذلك، ولكن يهمنا فـــي النهاية ان يكـون الحـل لبـنانيا، اي الـذي يتوافـق علـيه اللبـنانـيون.
المساعي الأوروبية
وفي إطار الجهود التي تبذلها أوروبا، فقد كشف أحد المقربين من الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا انه سيزور سوريا الأسبوع المقبل، وان النقطة المركزية التي سيتم البحث فيها ستكون الأزمة اللبنانية والاسهام في ايجاد حل لها.الى ذلك، فقد وصل منذ ثلاثة أيام الى بيروت رئيس المخابرات الليبية اللواء موسى الكوسى على متن طائرة خاصة الى مطار بيروت، وقد واكبته قوى أمنية من المطار الى مقر اقامته، ولم يعرف من هي القيادات التي التقى بها، ولكن المعلومات تؤكد لقاءه مع أحد أعلى المسؤوليالسياسيين في لبنان.