الديار
أولمرت يحذر أميركا من انسحاب سريع من العراق
قام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس بزيارة الى مدينة الرمادي (غرب) معقل التمرد السني، للقاء المسؤولين المحليين بهفد تعميق المصالحة الوطينة والتحقق من الوضع الامني في الانبار. وقال المالكي في ختام لقائه المحافظ مأمون سامي رشيد في احد القصور التي شها الرئيس السابق صدام حسين «اخر مرة جئت فيها الى الرمادي كانت في العام 1976».واضاف امام القصر الذي صار معسكر «بلو دايموند» (الماسة الزرقاء) الذي تتقاسمه القوات الاميركية والعراقية «اقدر هذه المحافظة حق تقدير كما انني فخور بها كجزء من العراق».وتعهد المالكي بحضور وزيري الداخلية جواد البولاني والدفاع عبد القادر جاسم العبيدي العمل مع المحافظ لمحاربة تنظيم القاعدة.ومن جهته، قال الشيخ عبد الستار بزيع افتيخان احد وجهاء عشيرة البو ريشة «نريد فرض القانون والامن فالقوات الاميركية تساعدنا فهي ليست عدوتنا وانما قوة صديقة تمد لنا يد العون».واضاف البو ريشة رئيس مجلس «صحوة الانبار» الذي يضم عشائر عدة تقاتل تنظيم القاعدة «كنا في السابق نحارب الارهابيين سرا ولكن في 41 ايلول الماضي اعلنا عن انفستا عبر تاكيدنا رسميا اننا نقف ضدهم»وتابع ان «القاعدة قتلت اربعة من اشقائي ووالدي». واعرب الضباط الاميركيون عن سرورهم بالزيارة واعتبرها الجنرال جون آلن الضابط في قوات مشاة البحرية (المارينز) «مثالا على تطور مشروع المصالحة الوطنية».واضاف «من المثير جدا ان يقوم رئيس الوزراء بزيارة الانبار (...) ما يؤكد ان لا شيء مستحيلا».وبشكل منفصل، قام الجنرال ديفيد بترايوس قائد قوات التحالف في العراق بزيارة الرمادي خلال جولة على المواقع التقى خلالها قادة الوحدات العسكرية الاميركية والعراقية التي تحارب تنظيم القاعدة.ووصل المالكي الى الرمادي على متن مروحية اميركية من طراز «بلاك هوك» ترافقها مروحيتان من طراز «اباتشي».ووصف مسؤولون اميركيون اللقاء بين المالكي والمحافظ بـ «التاريخي» مشيرين الى ان بترايوس لم يشارك في اللقاء. وقال آلن «هذا اجتماع بين العراقيين فقط وهذا ما نريده».ولم تتم دعوة بتريوس او اي مسؤول اميركي الى حضور الاجتماع. من جهته، وافق البرلمان العراقي بغالبية الحضور خلال جلسته امس على تمديد حال الطوارىء في كل ارجاء البلاد لمدة ثلاثين يوما باستثناء اقليم كردستان في الشمال.وقال رئيس المجلس محمود المشهداني قبيل التصويت ان مجلسي الرئاسة والوزراء طلبا من المجلس «الموافقة على تمديد حالة الطوارىء المعلنة باستثناء كردستان لمدة ثلاثين يوما اعتبارا من الاول من اذار (...) لاستمرار الظروف الامنية المتدهورة»ويمنح قانون «الدفاع عن السلامة الوطنية» رئيس الوزراء صلاحيات استثنائية مثل فرض حظر التجول واصدار مذكرات اعتقال وحل الاتحادات والجمعيات وفرض قيود على التنقل والتنصت على المكالمات الهاتفية.وأمس حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود اولمرت الولايات المتحدة من إنسحاب سريع من العراق قائلا أنه سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وتقويض قدرة واشنطن على مواجهة التهديدات الصاعدة.واضاف اولمرت قائلا في كلمة وجهها إلي لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية (إيباك) وهي جماعة ضغط مؤيدة لاسرائيل مقرها واشنطن «اولئك الذين يخشون على أمن اسرائيل وأمن دول الخليج واستقرار الشرق الاوسط بأكمله يجب ان يعترفوا بالحاجة إلى نجاح اميركا في راق». ومضى قائلا «أي نتيجة لا تساعد قوة اميركا وتقوض .. في أعين شعوب المنطقة .. قدرة اميركا على التصدي بفعالية للتهديد الذي يشكله النظام الايراني ستكون سلبية جدا».ومتحدثا عبر دائرة فيديو مغلقة من اسرائيل وصف اولمرت ايران بأنها التهديد الاكبر للدولة اليهودية وقال انها تبني ترسانة اسلحة متطورة وتحاول انشاء قدرات نووية.واضاف رئيس الوزراء الاسرائيلي قائلا «عندما نسمع مثل هذه التهديدات ... فإنه ليس امامنا بديل سوى ان نأخذها على محمل الجدية ويتعين علينا ان نكرس انفسنا لمواجهة هذه التهديدات».وأبلغ اولمرت ايباك ان الدبلوماسية هل الحل المفضل لإرغام الايرانيين على إعادة النظر في موقفهم النووي.لكنه قال إن الرئيس الاميركي جورج بوش والولايات المتحدة وحدهما يمكنهما التصدي بفاعلية لمحاولة ايران تعزيز قدراتها النووية.ومضى اولمرت قائلا «كل من يخشى على أمن ومستقبل دولة اسرائيل يتفهم أهمية ان تتصدى القيادة الاميركية القوية للتهديد الايراني».في غضون ذلك، رأى سفير سوريا في بريطانيا سامي الخيمي في مقال نشر في صحيفة «الغارديان» امس ان السياسة الاميركية في العراق «تغذي تفكك» هذا البلد الذي تمزقه الحرب.ودعا الخيمي الولايات المتحدة الى العمل، بدلا من ذلك، على خلق «جو من التفاهم» بين الغرب والدول العربية.ويأتي مقال السفير السوري غداة دعوة دمشق واشنطن الى اجراء «حوار شامل» حول كل القضايا وذلك خلال زيارة مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية المكلفة القضايا الانسانية ايلين سوربري الى العاصمة السورية.واتهم الخيمي الولايات المتحدة «باتباع سياسة تشجع الانقسام المذهبي والانقسامات العرقية والكره بين شعوب المنطقة وحتى احتمال بلقنة الشرق الاوسط العربي».ورأى الخيمي ان المؤتمر الدولي حول العراق الذي عقد في بغداد السبت بمشاركة مندوبين سوريين وايرانيين واميركيين «يمكن ان يشكل مقدمة لمفاوضات مثمرة اكثر».وقال ان الولايات المتحدة «عليها المساعدة في خلق جو من التفاهم بين الغرب والعرب»، مؤكدا ان «شرق اوسط مستقر وعلماني ومزدهر هو افضل طريقة لمكافحة الارهاب».ودعا الدول التي «تحكم العالم» الى ان تصبح «اكثر حكمة وعدالة وتصميما مما كانت في الماضي للتوصل الى حل للنزاع العراقي والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني على حد سواء».أمنياً، سجلت امس التطورات الاتية : في الموصل، قالت الشرطة انه تم العثور على أربع جثث. كما سقطت خمس قذائف مورتر على وسط المدينة مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة.وفي بغداد، قالت مصادر في الشرطة ان مسلحين قتلوا أربعة مصلين وأصابوا خامسا في إطلاق نار من سيارة متحركة بعد مغادرة المصلين لمسجد سني صغير في حي الرسالة.وقالت الشرطة إن صاروخ كاتيوشا سقط على شارع تجاري في الكرادة ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة اثنين آخرين. وذكر مصدر آخر من الشرطة أن عدد القتلى ثلاثة وعدد المصابين ستة.وقالت الشرطة إن قوات الجيش العراقي قتلت اثنين من المسلحين واعتقلت 58 خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في مختلف أجزاء العراق.واضافت الشرطة إنه تم العثور على 15 جثة تحمل آثار طلقات نارية الإثنين في مناطق متفرقة في بغداد.كذلك، قالت الشرطة إن مسلحين فتحوا النار على مركبة تابعة للشرطة مما أسفر عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة وإصابة اثنين بجروح في حي زيونة.وفي بغداد ايضاً، قالت الشرطة إن قنبلة مزورعة على جانب طريق قتلت شخصا وأصابت اثنين بجروح.وفي كركوك، قالت الشرطة إن مسلحين فتحوا النار على دورية للشرطة مما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة ثلاثة.وفي الإسكندرية، قالت الشرطة إن مسلحين قتلوا حاتم محسن المدير العام لشركة الصناعات الميكانيكية.وفي الكوت، قالت الشرطة إن مسلحين قتلوا مترجما عراقيا يعمل لدى الجيش الأميركي.