الاتحاد

الانسحاب المبكر من العراق كارثة لإسرائيل... ودعوة للتخلي عن "شرط الاعتراف"

انتقادات لموقف حكومة أولمرت "المتصلب" من ضرورة اعتراف "حماس" بإسرائيل، وقراءة إسرائيلية في مبادرة السلام بين العرب وإسرائيل، ومؤتمر "الأيباك" في واشنطن ... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الإسرائيلية.

العراق وإيران وإسرائيل:

نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها ليوم أمس الثلاثاء مقالاً لمراسلها في العاصمة الأميركية واشنطن "إسحق بينهورين"، الذي غطى فعاليات مؤتمر "لجنة العلاقات العامة الأميركية-الإسرائيلية"، المعروفة اختصارا بـ"أيباك"، وهي مجموعة ضغط يهودية قوية في الولايات المتحدة تعمل على حماية المصالح الإسرائيلية في واشنطن. مراسل الصحيفة نقل عن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، الذي شارك في المؤتمر، قوله إن من شأن انسحاب مبكر من العراق أن يكون كارثياً بالنسبة لإسرائيل. وفي هذا الإطار، قال تشيني "إن من واجب الأصدقاء تجاه أصدقائهم أن يكونوا صرحاء قدر الإمكان؛ وبالتالي، فدعوني أقول لكم إن انسحاباً أميركياً متسرعاً من العراق من شأنه أن يمثل كارثة بالنسبة للولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط برمتها". وحسب الصحيفة، فإن "تشيني" يرى أنه في حال انسحب الأميركيون قبل أن يصبح العراقيون قادرين على الدفاع عن أنفسهم، وانتصر "المتطرفون السُنة"، فإن "القاعدة" وحلفاءها سيعملون على إعادة توفير الملاذ الآمن الذي فقدوه في أفغانستان، على أن الفرق هذه المرة –حسب تشيني- هو أنهم سيكونون قادرين على الحصول على أسلحة الدمار الشامل بفضل أموال النفط، التي ستتيح لهم تنفيذ مخططاتهم الإرهابية، ومن ذلك تنفيذ تعهدهم بتدمير إسرائيل. أما في حال انتصار حلفاء إيران– يضيف تشيني- فينتظر أن يتم الدفع قدماً بمخططات النظام الإيراني في الشرق الأوسط، وهو ما يعني أيضاً –بالنسبة لتشيني- ازدياد الخطر المحدق بالنسبة لأصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة. إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن زعيم حزب "الليكود" بنيامين نتانياهو، الذي ألقى كلمة في المؤتمر أيضاً، قوله بإمكانية إدخال تعديلات على التشريعات الأميركية الموجودة بهدف منع انتقال الأموال بطريقة غير مباشرة إلى طهران. غير أن "نيتانياهو" اعترف في الوقت نفسه بأنه إذا كان من شأن هذا العمل زعزعة استقرار نظام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، إلا أنه لن يؤدي بالضرورة إلى إسقاطه. كما اعتبر نيتانياهو أن فرض العقوبات الاقتصادية، هو أنجع وسيلة لوقف برنامج إيران النووي، مضيفاً بأن الضربة العسكرية هي "الخيار الأخير". رأي يختلف من حيث المقاربة مع ما دعا إليه نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز من -يقول مراسل صحيفة "هآرتس" في عددها لأمس الثلاثاء– ضرورة إيجاد حل سلمي للمشكلة النووية الإيرانية. إذ نقلت الصحيفة عن "بيريز" قوله خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة اليابانية طوكيو التي يزورها حاليا: "آمل أن يتم حل المشكلة اقتصادياً وسياسياً ونفسياً".

"الاعتراف ليس هو الحل":

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها ليوم الأحد الماضي مقال رأي لكاتبه "إفرايم هالفي"، وفيه انتقد تصلب حكومة"أولمرت" وتمسكها بإضعاف ومقاطعة حكومة الوحدة الوطنية في الأراضي الفلسطينية بدعوى أن "حماس" ترفض الاعتراف بإسرائيل. وفي هذا الإطار، أشار الكاتب إلى أن السياق الدولي قد تغير، إذ تقوم إدارة بوش حالياً بمحادثات مباشرة مع الكوريين الشماليين، وتجلس إلى طاولة المفاوضات في بغداد مع السوريين والإيرانيين (الذين كانت تعتبرهما إلى عهد قريب من "محور الشر"). بالمقابل تستعرض الحكومة الإسرائيلية عضلاتها أمام الفلسطينيين، وتطالب باعتراف "حماس" بها كشرط مسبق للشرعية. الكاتب اعتبر أن المهم قد حدث، أي موافقة "حماس" على شرطي الالتزام باحترام اتفاقيات السلطة الفلسطينية السابقة، ووقف العنف القادم من الأراضي الفلسطينية، واللذين اعتبرهما "شرطين معقولين وضروريين". أما شرط الاعتراف بإسرائيل، فيرى الكاتب أنه شرط زائد وغير ضروري. وعلاوة على ذلك، يرى "هالفي" أن "العالم العربي برمته يعترف في الواقع بإسرائيل ومستعد للدخول في المزيد من المفاوضات معنا، وهذا هو المهم والضروري اليوم". وفي هذا السياق، تساءل الكاتب عما يمنع "أولمرت" من اقتراح مشاركته في قمة عربية؟ ليختتم مقاله بالقول إن البراجماتية الأميركية الجديدة (تغير مواقف واشنطن من إجراء محادثات مع دمشق وطهران وبيونج يانج) تدعو إسرائيل إلى المشاركة في أي اجتماع أو مؤتمر تتم فيه مناقشة مشكلات المنطقة "لأننا نحن الوحيدون الذين نعرف كيف نقدم مصالحنا على نحو مناسب باعتبارنا دولة ذات سيادة، وليس دولة محمية".

إسرائيل والمبادرة السعودية:

تناول "ألوف بين" في مقال نشر في عدد أمس الثلاثاء من صحيفة "هآرتس" المبادرة السعودية للسلام بين العرب وإسرائيل، حيث علق على "التصريح الإيجابي" الذي أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بشأن المبادرة خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، والذي ألمح فيه إلى أن المبادرة المذكورة يمكن أن تكون قاعدة لعملية سياسية جديدة مع الفلسطينيين في حال أُدخلت عليها بعض التعديلات. وفي هذا الإطار، رأى الكاتب أنه في حال انبثق عن القمة العربية المرتقبة في الرياض وفى هذا الشهر، مقترح عربي معدل، ولاسيما إذا كان مرفوقاً بلقاءات قمة بين أولمرت والزعماء العرب، فإن من شأن ذلك أن يمثل بارقة أمل جديدة للجمهور. من ناحية أخرى، رأى الكاتب أن المبادرة السعودية تمثل بالنسبة لأولمرت "البديل الوحيد" الذي يسمح له بالقيام بالمبادرة والتحرك السياسي على اعتبار أن "القناة السورية مغلقة اليوم، والمحادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية لم تؤد إلى نتائج ملموسة". كما أشار إلى أن "أولمرت" يعد اليوم في أمس الحاجة إلى مبادرة سياسية تمنحه بعض "الأكسجين السياسي" بعد تقلص التأييد الشعبي له، والانتقادات التي تعرض لها على خلفية حرب لبنان، وسلسلة الفضائح التي تلاحق حكومته، وافتقاره لأجندة سياسية واضحة، ليخلص إلى أن المبادرة السعودية، تمنح "أولمرت" فرصة للانتعاش. وعلاوة على ذلك– يضيف الكاتب- فإن جاذبية المبادرة السعودية تكمن في أنها عبارة إعلان مبادئ، وليست مخططاً مفصلاً.