الاتحاد

هجوم لاذع على "شيراك"... وفضيحة بريطانية في علاج جرحى حرب العراق

الفضيحة البريطانية في علاج جرحى حرب العراق، وهواجس بلقنة الشرق الأوسط، والهجوم على "جاك شيراك"، وهموم الاتحاد الأوروبي... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحف البريطانية.

* "أوروبا في حاجة للمضي قدماً": في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، أشارت "الأوبزيرفر" إلى أن المدافعين عن الاتحاد الأوروبي يواجهون صعوبة حينما يدخلون في سجال مع خصوم الاتحاد، ترجع لحقيقة أن أبرز إنجازات الاتحاد قديمة وغير مرئية، وهي أنه قد منع نشوب الحرب بين الدول الأعضاء فيه. في حين لا توجد له إنجازات حديثة يمكنهم الاستشهاد بها، بل إن ما زاد الطين بلة، هو أن الاتحاد قد واجه خلال السنتين الماضيتين أكبر إخفاق في تاريخه كله، وذلك عندما رفضت فرنسا وهولندا التصديق على دستوره. بالرغم من هذا ترى الصحيفة أن ذلك يجب ألا يفت في عضد أنصار الاتحاد -وهي تقصد أنصاره من القادة الأوروبيين- وذلك من خلال المضي قدماً في الإجراءات الراديكالية التي تم الاتفاق عليها مؤخراً خصوصاً في مجال الحد من التغير المناخي، وتحديد أهداف طموحة لزيادة إنتاج أنواع الطاقة القابلة للتجدد، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وأشارت الصحيفة في هذا السياق أيضاً إلى المبارزة الدبلوماسية التي شهدتها أوروبا الأسبوع الماضي حول ما يعرف بـ"إعلان برلين"، وهو بيان مبادئ، يُراد له أن يأتي متزامناً مع الاحتفالات بالذكرى الخمسين للتوقيع على اتفاقية تأسيس الحلف، وتأمل الصحيفة أن يؤدي هذا الإعلان إلى إحياء الدستور الذي يعتقد الكثيرون أنه قد قضى نحبه منذ أن تم رفضه منذ عامين.

"فرنسا كانت تستحق رئيساً أفضل": اختارت "الديلي تلجراف" هذا العنوان اللاذع لافتتاحيتها يوم الاثنين الماضي، والتي شنت من خلالها هجوماً لاذعاً على الرئيس الفرنسي جاك شيراك -وعلى السياسات الفرنسية بالمرة- وبدأتها بالقول إن العرف قد جرى على أن يقول الناس أشياء طيبة عن الآخرين عندما يرحلون، غير أن ذلك صعب للغاية في حالة "جاك شيراك"، لأن الرئيس الفرنسي، وعلى رغم أنه إنسان بشوش، ويتمتع بقدر هائل من الحيوية، وأنه صاحب شخصية متعددة الاهتمامات بعضها غريب ومنها رياضة "السومو".. إلا أن الرجل قد اشتهر أيضاً بفساده الهائل الذي منحه هو شخصياً، ومنح الآلاف من السياسيين الفرنسيين الفاسدين نوعاً من الحصانة. كما اشتهر كذلك بقدرته الهائلة على إعادة اختراع نفسه حسب الطلب الشعبي في كل مرة يجد نفسه فيها في مأزق. فعلى رغم أنه اكتسب في بداية حكمه لقب البلدوزر لقدرته على إنجاز أي شيء دون أن يجرؤ أحد على الوقوف في طريقه، فإن الوضع انتهى به إلى محاولة التشبث بالبقاء في الكرسي من أجل الكرسي في حد ذاته، وأنه من أجل ذلك لم يتورع عن ارتداء كافة الأقنعة والتقلب في كل الاتجاهات، فكان يبدو أحياناً، وكأنه من أنصار السوق الحرة، ومرة أخرى من أنصار مبدأ الحمائية، ومرة "ديجولياً" يدعو إلى استقلال فرنسا، ومرة يدعو إلى توثيق العلاقة مع أميركا، ومرة مؤيداً للاتحاد الأوروبي وأخرى متشككاً فيه. وأنهت الصحيفة هجومها على "شيراك" بالقول إنه على رغم الحقيقة المعروفة، وهي أن الشعوب في الدول الديمقراطية تحصل على السياسيين الذين تستحقهم، فإن ذلك لا ينطبق على الشعب الفرنسي، الذي كان يستحق بالتأكيد رئيساً أفضل من"جاك شيراك".

"تهديد البلقنة": في عدد "الجارديان" الصادر الثلاثاء الماضي يرى "سامي خيامي"، السفير السوري لدى المملكة المتحدة أن استراتيجية أميركا في الشرق الأوسط تفوح منها رائحة النفط والهيمنة.. وأنها تسعى إلى تحقيق هدفين من أجل استمرار سيطرة أميركا على مقدرات العالم. الهدف الأول هو استمرار تفوقها التقني على باقي دول العالم والسيطرة على مصادر الطاقة. أما الهدف الثاني، فهو العمل على جعل إسرائيل قوة مهيمنة في الشرق الأوسط مع القيام في الوقت نفسه بتهميش المصالح العربية، وأنها تعرف تماماً أن تحقيق كلا الهدفين لن يتحقق إلا بهز الاستقرار في الشرق الأوسط، ومحاولة تفكيك المجتمعات القائمة فيه، وأن ذلك لا يتحقق فقط من خلال الإطاحة بالأنظمة وإنما يتطلب أيضاً مساءلة عملية نشأة الدولة الوطنية الحديثة في العالم العربي ذاته، وذلك من خلال إحياء الصراعات المذهبية، وتشجيع الطائفية، والانقسامات العرقية وصولاً في النهاية إلى بلقنة الشرق الأوسط برمته، وهو ما يتحقق حسب رأي السفير من خلال تفتيته إلى عدة دول وخلق عدد من الكيانات الصغيرة، التي ترى الولايات المتحدة أنها ستكون أسهل في السيطرة بكثير من الكيانات الكبيرة التي رسمت القوى الاستعمارية السابقة حدودها، وأن هذا هو ما تعمل على تحقيقه حالياً في المنطقة.

"حكومتنا خانت جنودنا الشجعان": هكذا عنونت "الديلي تلجراف" افتتاحيتها ليوم أول من أمس الثلاثاء، والتي كشفت فيها النقاب عن أن المعاملة الطبية التي يلقاها الجنود البريطانيون الذين تعرضوا إلى الإصابة في العراق عند عودتهم إلى الوطن لا تقل سوءاً عما كشفت عنه التحقيقات الأميركية بشأن نوعية المعاملة الطبية للجنود الأميركيين في مستشفى "والتر ريد" العسكري، والتي أدت إلى إقالة أكبر مسؤول في السلاح الطبي الأميركي خلال الأيام الماضية. وكشفت الافتتاحية أن هناك جندياً يدعي "جيمي كوبر" كان قد تعرض إلى إصابة بليغة في العراق، تعرض لإهمال طبي جسيم وشائن عند عودته إلى بريطانيا للعلاج في مستشفى "سيلي أوك" في برمنجهام. فعلى رغم أن ذلك الجندي -كما تقول الصحيفة- خضع لجراحة دقيقة في القولون، فإنه قد لقي إهمالاً جسيماً بعد العملية، كما كان يقيم في غرفة بائسة، وعلى مرتبة قديمة متهرئة أدت إلى إصابته بقروح في الجلد، وإلى إصابته بما يعرف بعدوى "جرثومة المستشفيات". وترى الصحيفة أن هذه الواقعة ليست هي الوحيدة التي تشير إلى عجز حكومة بلير الفادح عن تجهيز المستشفيات بالشكل اللائق لمعالجة جنودها الجرحى عند عودتهم إلى الوطن بعد أن ورطتهم في حرب عبثية، وأن الإهمال في توفير العلاج للجرحى يرقى -في رأيها- إلى مرتبة الإهمال الجسيم الذي يجب أن يحاسب المسؤولون عنه. وخلصت الصحيفة إلى أنه طالما أن فضيحة العلاج الطبي لجرحى الحرب الأميركيين، قد ترتبت عليها سلسلة من الاستقالات التي تقدم بها المسؤولون عن الإهمال في مستشفى"والتر ريد"، فإنها لا ترى سبباً يدعو وزير الدفاع البريطاني إلى البقاء في منصبه بعد هذه الفضيحة.