‏ الوطن القطرية / محمد ظروف

أليس مستغربا ان تخلو الساحة العربية والإقليمية من أي مبادرة جديدة لمعالجة الأزمة المستعصية في ملف العلاقات السورية - اللبنانية، بالرغم من اعتراف جميع القوى والاطراف بأن استمرار هذه الازمة يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة كافة؟

إن من المؤكد ان استمرار وتصاعد ازمة العلاقات السورية - اللبنانية، أدى إلى حدوث ما يشبه القطيعة الكاملة بين البلدين، ليس على الصعيد الرسمي، بل حتى على المستوى الشعبي، وباتت المنافذ الحدودية المشتركة، تشهد حركة مرور ضعيفة جدا، في الوقت الذي كانت تزدحم بالآلاف من العابرين والمسافرين في كلا الاتجاهين، وبالتالي فان الوقت قد حان، لكي تتحمل الدول العربية مسؤوليتها التاريخية، في هذا المجال، والا تترك التدهور في العلاقة السورية - اللبنانية يصل إلى حد المواجهة.

وكما هو واضح، فان من مصلحة الدول العربية والقوى الإقليمية، العمل على وقف التصعيد في العلاقة السورية - اللبنانية، وهناك فرصة متاحة لانجاز هدف كهذا، خلال القمة العربية المقبلة في الرياض.

وإذ ما المانع ان تطرح القمة مبادرة جديدة لإعادة العلاقات بين دمشق وبيروت إلى إطارها الطبيعي، من حيث الاستقرار والتواصل؟ ولماذا يخشى البعض طرح ملف هذه العلاقات امام هذه القمة، طالما ان هناك حروبا سياسية وإعلامية مفتوحة؟

وقد يكون المطلوب اميركيا واسرائيليا، هو الابقاء على ازمة العلاقات السورية - اللبنانية، فهل للبلدان العربية اي مصلحة في استمرار هذا الوضع، خاصة وهي اصبحت تعاني من الأمر؟ وهل تشهد الفترة القادمة تحركا عربيا واقليميا جديدا ونوعيا لعقد لقاء سوري - لبناني عالي المستوى كمقدمة لحل الازمة؟