يعود نحو أربعين ألف عراقي يومياً إلى بلدهم ليدخلوا في اليوم ذاته لتجديد إقامتهم في سورية ومن يصل إلى الحدود السورية - العراقية يظن للوهلة الأولى أن ثمة تظاهرة كبرى في تلك البقعة المزدحمة بالنساء والرجال.

وكانت الحكومة السورية أصدرت الشهر الماضي قراراً يحدد إقامة العراقيين بمنحهم تأشيرة دخول لمدة شهر ثم تجدد لثلاثة أشهر بعد أن يخرجوا من أراضيها ويعودوا إليها.

واعتبرت المفوضية الدولية للاجئين أن دمشق تحتل المركز الأول في عدد اللاجئين إليها منذ 2003.

ويغص مركز التنف الحدودي بالعائلات المنتظرة تأشيرة الخروج إلى العراق وقد يكون الانتظار يوماً كاملاً بحسب شدة الزحام مع إن الملاحظ عدم توقف موظفي المركز عن العمل حتى لاستراحة الغداء.

يقول أحد العاملين في دائرة الإقامة على الحدود إن الازدحام سببه الإجراءات الجديدة للإقامة إذ شجعت مئات المتخلفين عن الإقامة إلى تجديدها على الحدود.

ويضيف نحن نتساهل مع العراقيين المقيمين بحسب تعليمات الحكومة ونكتفي بالتأكد من صحة الجوازات ونؤشر عليها للخروج من سورية لتعود إلينا بعد ساعات طالبة الدخول مرة ثانية.

ضبطنا بعض الجوازات المزورة ولم نمنح تأشيرة للجوازات المنتهية مدتها لكننا تساهلنا مع العائلات.

ويعتذر الموظف عن الإدلاء بتفاصيل أخرى لأن الضابط المسؤول أمره بأن لا يتوقف عن العمل فالزحام سيشتد مع انتصاف النهار ووصول أعداد جديدة من الهاربين من نار بغداد إلى سورية».

وتقدر الإحصاءات السورية إن نحو 40 ألف عراقي يخرجون ويدخلون يومياً، مع إن إعداد الداخلين هي الغالبة والعدد يزداد في موسم الصيف.

وفي المركز يطول الانتظار حيث تتعمد القوات الأميركية هناك إعاقة التأشيرات يقول أبو رامي انتظر وأفراد أسرتي منذ ساعات ولم احصل على أي جواز حتى الآن لأن القوات الأميركية تشترط حمل كل شخص جوازه والوقوف في طابور من دون التساهل مع النساء والأطفال وتتعمد إعاقة دخول الشاحنات السورية المحملة بضائع أيضاً.

وما إن غادر الجنود الأميركيون حتى قام العاملون العراقيون بمنح التأشيرة من موقعين لزيادة السرعة ولا يطلبون سوى رب الأسرة وجوازات عائلته.

وفي أيام الازدحام الشديد يبقى العراقيون على الحدود السورية مرتاحين من الطابور ويقدم أحد المعتمدين العراقيين ليأخذ الجوازات إلى مركز الوليد لقاء المال على إن يعود بها في وقت قريب.

ولا يسلم السوريون الذين يذهبون إلى العراق من هذه الإجراءات.

ويقول السائق السوري نبيل محمد مضى على وجودي يومان بحجة تفتيش شاحنتي المليئة بالخضار. ويضيف إن الأميركيين يتعمدون إذلالنا نحن والعراقيين الفارين من احتلالهم.

وتتراوح أسعار التنقل بين دمشق والنقاط الحدودية بين 16 و20 دولاراً. وترتفع إلى 250 دولاراً لسيارة «جي ام سي» التي تتسع لسبعة أشخاص.