الديار
عباس يعّين دحلان مستشاراً للأمن القومي
عقدت حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية اول اجتماع لها امس برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورفضت واشنطن التفاوض مع الحكومة ما دامت ترفض التخلي عن العنف فيها. اكدت الحكومة الاسرائيلية مقاطعتها ودعت المجموعة الدولية على ابقاء الحصار عليها. فقد عقدت حك الوحدة الوطنية الفلسطينية اول اجتماع لها، فيما تحفظت واشنطن عن ابداء ليونة حيالها مع استمرار تصلب اسرائيل.وعقد الاجتماع في وقت واحد في غزة ورام الله بفضل نظام الدائرة المغلقة بسبب منع اسرائيل الوزراء من الانتقال بين المدينتين.واعتبر وزير المالية الفلسطيني سلام فياض ان الحكومة الفلسطينية لا يمكنها الاستمرار من دون استئناف المساعدات الدولية المباشرة التي ادى تجميدها الى ازمة مالية غير مسبوقة.وقال فياض، وهو شخصية مرموقة في الاوساط المالية الدولية، «نواجه مشكلة مالية خطيرة». وعين الرئيس الفلسطيني القيادي في حركة فتح محمد دحلان مستشارا للامن القومي واصدر مرسوما باعادة تشكيل مجلس الامن القومي الاعلى.وقال نبيل ابو ردينة «اصدر الرئيس مرسوما رئاسيا بتعيين النائب محمد دحلان مستشارا له للامن القومي واصدر مرسوما لاعادة تشكيل مجلس الامن القومي».من جهته، دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت المجموعة الدولية الى ابقاء المقاطعة على الحكومة الفلسطينية التي تضم حركتي حماس وفتح.ولدى افتتاح الجلسة الاسبوعية للحكومة دعا رئيس الوزراء ايهود اولمرت المجموعة الدولية الى ابقاء المقاطعة على الحكومة الفلسطينية.وصوت 19 وزيرا لصالح ابقاء المقاطعة وامتنع وزيران عن التصويت هما الوزيران بدون حقيبة ايتان كابل وغالب مجادلة.وقال اولمرت عند افتتاح جلسة الحكومة «نأمل في الا تقع المجموعة الدولية في فخ حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وان تحافظ على النهج الذي اعتمدته لعزل حكومة ترفض مبادىء اللجنة الرباعية».وتابع اولمرت ان «برنامج الحكومة يتضمن بعض العناصر التي تطرح مشاكل كبرى لا يمكن لاسرائيل او المجموعة الدوليــة ان تقبلها بما يشمل حق المقاومة».وكان اولمرت تعهد بابقاء الاتصالات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لكنه قال امس ان العلاقة قد تشهد فتورا بسبب موافقته على مشاركة حماس السلطة.واضاف اولمرت ان «الحكومة الجديدة وبرنامجها يحدان من قدرتنا على اجراء حوار مع رئيس السلطة الفلسطينية وكذلك يحدان من المواضيع التي يمكن ان نبحثها في المستقبل القريب». وتابع «قلنا في الماضي اننا سنستمر في اجراء اتصالات مع رئيس السلطة الفلسطينية لكننا لنمكن من اجراء اتصالات مع الحكومة الجديدة وجميع وزرائها». وقال اولمرت ان المحادثات مع عباس «ستتناول خصوصا الظروف المعيشية» للفلسطينيين مستبعدا في الوقت الراهن مفاوضات حول تسوية نهائية للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.واعلن مستشار الامن القومي في البيت الابيض ستيفن هادلي ان الولايات المتحدة «ترفض التفاوض» مع حكومة الوحدة الفلسطينية ما دامت ترفض التخلي عن العنف ولا تقبل الاعتراف باسرائيل.وصرح هادلي لشبكة «سي ان ان» التلفزيونية «نرفض التفاوض مع هذه الحكومة ما دامت ترفض هذه المبادىء» التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط.واضاف «قلنا بوضوح ان على هذه الحكومة ان تقبل بهذه المبادىء الاساسية التي تشكل ركيزة للسلام في الشرق الاوسط»، داعيا اياها الى «التخلي عن الارهاب، عن العنف والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود».واعتبر هادلي ان كلام رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية عن حق الفلسطينيين في المقاومة «يثير بعض القلق».واعلنت متحدثة باسم السفارة الاميركية في تل ابيب ان الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع بعض وزراء حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الذين لا ينتمون الى حركة حماس التي تعتبرها واشنطن «منظمة ارهابية».وقالت «سنواصل الاتصالات مع الرئيس محمود عباس ومع شخــصــيات لا تنتمي الى منظمة ارهابية وتتولى مسؤوليات في حكومة الوحدة هذه».ولا تزال حماس التي تشارك مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس في اول حكومة وحدة وطنية فلسطينية، مدرجة على لائحة «المنظمات الارهابية» في الولايات المتحدة.وعبرت المتحدثة الاميركية عن «خيبة امــل من خــطاب اســماعيل هــنية» مضيفة «كانت امامه فرصة للموافقة صراحة على المبادئ التي نـصت عليها اللجنة الرباعية لكنه اهدرها. كما ان البرنامج الذي قدمه خيب آمالنا».وفي خطابه جدد هنية حق الشعب الفلسطيني في المقاومة واعدا بالعمل على التهدئة. وكذلك، اعربت واشنطن عن قلقها من كلام رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية القيادي في حركة حماس، امام المجلس التشريعي عن حق الفلسطينيين في المقاومة.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية نانسي بيل ان «الكلام عن حق المقاومة مقلق ويناقض في شكل مباشر مبادىء اللجنة الرباعية الدولية حول التخلي عن العنف».واضافت ان خطاب هنية «مخيب للامال ولا يتلاءم» مع مبادىء الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة.وتابعت بيل «في رأينا انه ينبغي على اي حكومة فلسطينية ان تتخلى عن العنف وتعترف باسرائيل وتحترم الاتفاقات والالتزامات السابقة بين الجانبين». لكنها كررت ان الولايات المتحدة تأمل مواصلة العمل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي «انتخبه الفلسطينيون مباشرةى اساس برنامج سلام». وقبيل اجتماع الحكومة انتقد وزير الصحة الفلسطينية المنتمي الى حركة حماس رضوان الاخرس في تصريح موقف السفارة الاميركية في اسرائيل من الحكومة الجديدة. وقال الاخرس ان «الموقف الاميركي خاطئ ويعكس العجز الاميركي عن الفهم. وبالرغم من ذلك فاننا نرحب بأي جهد اوستعداد دولي لمساعدة حكومتنا». من جهتها، دعت دمشق المجتمع الدولي الى تقديم الدعم الكامل لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة والتعامل مع جميع أعضائها باعتبارها تمثل إجماع الشعب الفلسطيني بجميع فئاته. كما دعت الى ضرورة توفير المناخات الضرورية لإنجاح عملها.وطالبت دمشق وعلى لسان مصدر رسمي برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني الذي عانى طوال الفترة الماضية من آثار هذا الحصار الجائر مؤكدة دعمها وترحيبها بتشكيلها.الى ذلك أكد وزير الاعلام السوري الدكتور محسن بلال وقوف سوريا الى جانب وحدة فصائل الشعب الفلسطيني كافة من أجل نيله حقوقه المشروعة وبناء دولته المستقلة، مشيرا الى ان سوريا هي التي وضعت اللبنة الأساسية للاتفاق بين الفلسطينيين.الى ذلك، افاد الجيش الاسرائيلي ان صاروخين اطلقا امس من قطــاع غــزة سقطا في الاراضي الاسرائيلية من دون ان يسفرا عن اصـابات. وســقط احد الصاروخين في جنوب مدينة عسقلان الساحلية على ساحل المتوسط