‏ الوطن القطرية / محمد ظروف

ان يعترف شيمون بيريز نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية بأن الحرب على حزب الله صيف العام الماضي كانت بمثابة قرار خاطئ، لأن نتيجتها كانت انهيارا نفسيا كبيرا جدا فهذا يعد أمرا غير مسبوق خاصة أنه لم يمض على تلك الحرب عام.

فقد جرت العادة ان اسرائيل كانت تغطي دائما على خسائرها في كل الحروب التي شنتها ضد العرب، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن جنرالات المؤسسة العسكرية الصهيونية اعترفوا مؤخرا بأن حرب أكتوبر عام 1973 كانت بالفعل بمثابة تهديد استراتيجي لاسرائيل.

ومن المفارقات ان يعترف المسؤولون في الدولة العبرية بهزيمتهم في حرب يوليو على لبنان في الوقت الذي يرفض فيه العرب، ليس الاعتراف بالهزائم التي تلاحقهم في كل زمان ومكان بل والاصرار على تصوير تلك الهزائم لشعوبهم على أنها بمثابة «القضاء والقدر» وان المهم أنها لم تحقق أهدافها في الاطاحة بالنظم العربية القائمة.

صحيح ان اسرائيل هي دولة عدوة بالنسبة للعرب طالما ان السلام العادل والشامل لم يتحقق في المنطقة ولكن من حسنات هذا العدو وايجابياته ان لديه ديمقراطية وحرية وجرأة على الاعتراف حتى بالهزيمة سواء كانت عسكرية أو سياسية كما قال أمين عام حزب الله الشيخ حسن نصر الله في حين ان العرب لا يمتلكون مثل هذه الجرأة ليصارحوا شعوبهم ومواطنيهم بالحقائق والمعلومات الدقيقة المتصلة بالوضع العربي الراهن الذي يمور بالأزمات والخلافات والانقسامات.

ومع ذلك فإن وسائل الإعلام العربية وتصريحات المسؤولين العرب تصور العلاقات بين الدول العربية بأنها أفضل من «السمن على العسل» وان كل شيء يدور على أحسن ما يرام ومن ثم يفاجأ المواطن العربي بأن هناك حروبا تدور في الخفاء أين منها داحس والغبراء!