تكشف أوساط ديبلوماسية عربية في بيروت، بأن التقارب السعودي ـ السوري، لا زال بعيداً ‏وان الخلاف الاساسي لا زال هو هو، اي عدم التعاون السوري في الملف اللبناني وغياب تجاوب ‏دمشق مع هذا الموضوع من المحكمة ذات الطابع الدولي الى أزمة الحدود اللبنانية ـ السوريةسوى ذلك ولعل صدور البيان الرئاسي عن مجلس الامن الدولي، لخير دليل على ذلك، وبالتالي ان ‏غياب هذا التقارب وايضاً الفتور السوري ـ المصري، فهذا يزيد في تأزم الحالة اللبنانية، ‏الامر الذي يبرز عبر حلفاء دمشق من خلال مواقفهم التصعيدية إن من «حزب الله» او الملتين ‏به. وفي هذا السياق تكشف أوساط الأكثرية أن لقاءات المستشار القانوني للأمين العام للأمم ‏المتحدة نيكولا ميشال مع «حزب الله» والرئيس اميل لحود والعماد ميشال عون، قد اتسمت بموقف ‏متناغم محوره عرقلة قيام المحكمة ذات الطابع الدولي، وقد تبين لميشال من خلاله ‏الاجتماعات عبر طروحات لحود وحلفائه، بأن ثمة من في لبنان لا يريد محكمة، لاسيما انه لم يكن ‏اصلاً من ملاحظات وما طرحه عليه غير مقنع لا قانونياً ولا تقنياً وحتى سياسياً، اذ قال له ‏رئيس الجمهورية: انا لا أوقع على أي مشروع يكون صادراً عن هذه الحكومة غير ستورية كما ‏وصفها، اي حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. بينما « حزب الله» وعبر ممثله في المفاوضات مع ‏الموفد الدولي الوزير محمد فنيش اكد لميشال أن ملاحظاته يسلمها لحكومة اتحاد وطني اي المكتوب ‏يقرأ من عنوانه لا نريد محكمة.

وكذلك العماد ميشال عون الذي يماشي كل يصدر عن «حزب ‏الله». وتتابع الاوساط قيل للحود وفريق الثامن من آذار كانت هناك حكومة اتحاد وطني ‏وتحديداً تمثل بها «حزب الله» وحركة «أمل» ولدى التطرق لمشروع المحكمة اعتكف وزراء الحزب ‏والحركة ولاحقاً استقالوا، لذا ما الذي يضمن قبولهم بالمحكمة حتى لو شكلت حكومة، ومن ‏فريق الثامن من آذار برمتها، لأن كل الوقائع والدلائل تشير الى ان هؤلاء لا يريدون المحكمة ‏والامور واضحة، اذ قال ميشال لهم نحن لا نريد التسيس وتحدث عن أمور تقنية وقانونية ‏وبالتالي حسم لهم الامر عندما اكد ايضاً ما معناه ليس هناك من ارسال جيوشلية الى ‏لبنان او الاقتصاص من اي فريق لبناني، بل المحكمة تقوم بالتعاون الاساسي مع القضاء ‏اللبناني ونريد فقط الاقتصاص من قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الى سائر ‏الاغتيالات الاخرى، انما تخلص بالقول يمكن الحسم ان المحكمة ستقر تحت الفصل السابع وكلأطراف ‏في لبنان على بينة من هذا الأمر، لكن ثمة أموراً ومخاوف من لجوء المتضررين الى القيام ‏بأعمال مخلة بالأمن، اذ ثمة من يريد خراب لبنان على أن لا تقوم المحكمة، انما كل التدابير ‏والاجراءات ستتخذ وما يعلنه البعض يصب في اطار التهويل والتخويف ليس إلا.‏

مصادر
الديار (لبنان)