حذر اللفتنانت كولونيل في الجيش الأميركي بول ينغلينغ الولايات المتحدة من انها تواجه احتمال هزيمة محققة في العراق، متهما الجنرالات الكبار بالاخفاق في تحضير القوات المسلحة الأميركية لمواجهة التمرد وتضليل الكونغرس في شأن حقيقة الوضع الميداني في العراق.

وكتب في مقال نشرته صحيفة الجيش الأميركي أمس: "لاسباب لم تتضح بعد ، قلل الجنرالات قوة العدو وبالغوا في تقدير قدرات الحكومة العراقية والقوى الامنية العراقية، وأخفقوا في تزويد الكونغرس معلومات مفصلة عن حقيقة الاوضاع الامنية".

وقال ان الجنرالات استعدوا لشن حرب تقليدية بقدرات تقنية عالية مع اعداد محدودة من الجنود من غير ان يملكوا خطة لتحقيق الاستقرار بعد الحرب، مما دفعهم الى تضليل الراي العام الأميركي وحجب المعلومات عن حجم التمرد الذي تواجهه القوات الأميركية في هذا البلد. ولاحظ ان " الفشل الاخلاقي والثقافي للجنرالات الأميركيين في فيتنام والعراق يظهر عمق الأزمة في اعلى الهرم العسكري الأميركي".

وسبق لجنرالات متقاعدين عدة ان ادلوا بتعليقات مشابهة في شأن العراق، لكن صدور مثل هذا الانتقاد العلني عن ضابط لا يزال في الخدمة الفعلية وفي مجلة عسكرية أمر نادر. ويظهر ان الشكوك في الخطط الحربية تتسع في اوساط الضباط في وقت حرج بالنسبة الى الوجود العسكري الأميركي.

وفي بغداد، لم يكن في وسع الناطق العسكري الأميركي اللفتنانت كولونيل كريستوفر غافر التعليق الفوري على المقال.

وخدم ينغلينغ فترتين في العراق وشارك في حرب البوسنة وحرب الخليج الاولى عام 1991. والتحق بمدرسة النخبة العسكرية حيث تابع دراسات عسكرية معمقة وبدأ يكتب في كبرى الصحف المتخصصة التابعة للجيش الأميركي.

وقبل اسابيع اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الحكومة العراقية تضع خططا لتسلم الملف الامني في كل المحافظات العراقية بحلول نهاية السنة الجارية. وفي شباط الماضي، بدأت قوات الائتلاف تنفيذ خطة أمنية جديدة في بغداد استدعت ارسال أكثر من 28 الف جندي اضافي الى العراق.

وبدا ان ينغلينغ يرحب بمثل هذا التغيير على رغم انه يرى انه أتى متأخرا قليلا. وجاء في المقال انه " في 2007 تدهور الوضع بشدة في العراق مما بدد الآمال في تحقيق نصر أميركي، "مشيرا الى انه في العقود السابقة لم يهتم جنرالات الجيش كثيرا باعداد القوات المسلحة لمواجهة تمردات عنيفة كتلك التي نواجهها في العراق وافغانستان.

واعتبر انه لا يجوز تحميل مسؤول مدني او عسكري فرد تبعة الاخفاق في العراق، داعيا الكونغرس الى مراجعة سلم الترقيات في الجيش والمعايير المطبقة في هذا المجال. وقال: "لا يزال لدينا الوقت لاختيار الجنرالات من الذين يملكون الذكاء الكافي لتوقع النزاعات المستقبلية والقدرة على تقديم النصائح لصناع القرار المدنيين من أجل توفير الامن القومي للولايات المتحدة".