قبل خمسة أيام من الدورة الثانية الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يبدو أن المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال فقدت القدرة على ردم الهوة التي تفصلها عن المرشح اليميني نيكولا ساركوزي في السباق إلى قصر الاليزيه والذي يتمحور على الصورة والشخصية والبرامج في آن واحد.

وأظهر أحدث استطلاعات الرأي أن رويال لا تزال بعيدة عن التفوق على ساركوزي لتكون المرأة الأولى تتولى الرئاسة في فرنسا. ويتطلع المرشحان إلى المناظرة التلفزيونية بينهما غداً التي ستعكس الاختلاف بين شخصيتيهما وليس فقط بين برنامجيهما السياسيين، علماً أن الكثير من الناخبين قالوا إن المناظرة، التي سيتابعها 20 مليون شخص، لن تؤثر على خياراتهم. وقد أبدى ساركوزي استعداده لـ"احترام رويال، انما بحزم"، رافضاً فكرة انه "لا يمكن مجادلة امرأة مثلما يجادل رجل".

وبعد "المناظرة - الحوار" بين رويال ومرشح الوسط السابق فرنسوا بايرو السبت، ظهر ان 40 في المئة من ناخبي بايرو يفضلون رويال، في مقابل 30 في المئة ساركوزي، في استطلاع أجرته "ايبسوس" وجاء فيه ان 52,5 في المئة من الأصوات في الدورة الثانية ستتجه إلى ساركوزي و47,5 في المئة الى رويال.

وأظهر استطلاع آخر لـ"تي ان اس- سوفرس" ان 41 في المئة من ناخبي بايرو سيختارون رويال، في مقابل 32 في المئة لساركوزي الذي لا يزال فوزه متوقعاً بـ52 في المئة من الأصوات في الدورة الثانية.

وبينما يرى 20 في المئة من الفرنسيين ان اقتراع الاحد سيكون خياراً بين اليسار واليمين، يعتقد 24 في المئة انه سيكون خياراً بين شخصيتين. وقال 65 في المئة إن ساركوزي مؤهل أكثر من رويال وأكثر صلابة وتماسكاً، بينما قال 57 في المئة ان رويال شخصية "محببة" أكثر منه.

وقد فشلت كل جهود رويال حتى الآن لاستقطاب الوسط في تقليص الفارق بينها وبين ساركوزي، وأعلنت الأحد في مقابلة تلفزيونية أنها قد تعين بايرو رئيساً للوزراء في حال فوزها بالرئاسة، وقالت :"لا أستبعد شيئاً". لكنها في مقابلة مع صحيفة "الموند" امس اعتبرت ان وزير الاقتصاد السابق دومينيك ستروس - كان "سيكون رئيساً جيداً للوزراء". وأضافت أن الناخبين يفترضون أن الاشتراكيين غير متمكنين من الملف الاقتصادي، كما انه "بحكم كوني امرأة، هناك حكم مسبق بعدم كفايتي".

وتعهدت المرشحة الاشتراكية امس عقد مؤتمر وطني "لتصحيح الأداء الاقتصادي والتقدم الاجتماعي، وهذا ما تقوم عليه البلاد الحديثة".

وفي تجمعه الانتخابي الأخير في باريس الأحد، وصف ساركوزي نفسه بأنه "عامل توحيد" للمجتمع و"الناطق باسم الشعب الفرنسي"، مؤكداً أنه "لن يخونه". ومن المرجح أن يعين فرنسوا فيون رئيساً للوزراء، كما قال لصحيفة "لي زيكو" الاقتصادية.

وقد عمل ساركوزي طوال الحملة على إبراز صورته "الرجل الحازم" الذي تولى حقيبة وزارة الداخلية. وردد مراراً أنه وظَف "اقتناعاته وقلبه" في حملة انتخابية ارادها "امتحاناً لكشف الحقيقة".

مصادر
النهار (لبنان)